حين أسس الأمام حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928 أسسها علي الوسطية والاعتدال وعلي نهج الإسلام السمح وحينما انحرف نفر من الإخوان عن هذا المنهج. ممن قتلوا النقراشي باشا وحاولوا تفجير محكمة الاستئناف قال وتبرَّأ منهم بمقولته الشهيرة "إنهم ليسوا إخواناً ولا مسلمين" وكان التنظيم الخاص معداً فقط لحرب الإنجليز وموجهاً لمقاومة الاحتلال في مدن القناة. وسار علي نهجه الإمام حسن الهضيبي حين أصدر كتابه "دُعاة لا قُضاة" يدور فحواه حول القواعد الشرعية والموازين الإسلامية الدقيقة التي يجب علينا أن نتبعها في نظرتنا للآخرين ومواجهة الأفكار بالبيان والتصحيح وإزالة الشبهات ورد الأمر إلي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم والجدال بالتي هي أحسن وأن وظيفة الداعية هي الدعوة إلي الإسلام وليس الحكم علي الناس.وعلي نفس المنهج المعتدل سار التلمساني وآخرون ولخص الداعية عباس السيسي طريق الإخوان في الدعوة في كتابه "الدعوة إلي الله.. حب" واستنكر الإخوان أسلوب الجماعة الإسلامية التكفيري قبل المراجعات وأيضاً رفض فكر الجهاديين الذي ينتهج التغيير بالقوة والعنف. هؤلاء هم إخوان الأمس.. وهذه صفحات بيضاء ناصعة. أما الصورة اليوم فمغايرة تماماً فما تقوم به جماعة الإخوان من إصرار علي العناد والتصعيد ومحاولة إشعال فتن كقطع الليل المظلم بعد أن قال الشعب كلمته هو انتحار سياسي فعلي وتدمير لتاريخ امتد أكثر من 80 عاماً. هذه الصورة المشوهة لم يألفها الناس في الإخوان. وأصابت المصريين ومن يعرفونهم والمحبين أو من كانوا محبين لهم بصدمة وذهول. عفواً.. لا يشرف أحد من المصريين ما تقومون به من هرولة لاستجداء عطف الأمريكان والاستقواء بهم علي بني الوطن. وانتزاع مساندتهم بصك "الشرعية الأمريكية" كي يعود مرسي لسدة الحكم وهدم شرعية الثورة. فأنتم كالمستجير من الرمضاء بالنار. عفواً معشر الإخوان.. شرعية الشعب سطرها المصريون في ملحمة تاريخية بملايين حاشدة لم تشهدها ثورة في تاريخ الدنيا بأسرها.. ولن تعود عقارب الساعة إلي الوراء.