الدكتور عصام الحداد مساعد الرئيس الدكتور محمد مرسي للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي دار حوله كلام كثير من السياسيين والإعلاميين ومدي كفاءته لهذا المنصب. وخبراته في هذا المجال بصرف النظر عن احترام الجميع له كشخص دمث الخلق جم الأدب في حد ذاته. وقد عودنا الدكتور الحداد بين وقت وآخر باصدار بيانات باللغة الانجليزية حول الأحداث الجارية في مصر بهدف أن تكون هذه البيانات ومحتواها متاحة أمام الرأي العام الخارجي وخاصة صانعي القرار في دول العالم.. وكثيرا ما وجدت هذه البيانات رد فعل مناهضا لما حوته. وبالأمس القريب أصدر الدكتور الحداد بيانا جديدا حول مظاهرات 30 يونيو المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.. وقال إن لدينا ثلاثة مشاهد في مصر الآن مختلفة جدا. وقال إن المشهد الأول يتضمن وجود مظاهرتين شعبيتين احداهما في رابعة العدوية وهو أحد الميادين الكبري في القاهرة وهي مؤيدة للرئيس وداعمة له والأخري في ميدان التحرير وهي تعارض الرئيس. وبصرف النظر عن التباين الكبير في الأعداد حيث إن رابعة الأعداد فيها اكبر بشكل لافت إلا أن المظاهرات في الجانبين كانت سلمية. ثم أضاف الدكتور الحداد أن المشهد الثاني كان مختلفا بشكل كبير وهو في الاسكندرية والبحيرة والمنصورة وعدة مناطق أخري حيث هاجمت عصابات مسلحة منزل أحد قادة الإخوان المسلمين ومكتبا للجماعة وآخر لحزب الحرية والعدالة بأسلحة آلية نتج عنها إصابة المئات ووفاة سبعة أشخاص. وكلام الدكتور عصام الحداد يستحق المناقشة.. فكيف يكون محيط رابعة العدوية اكبر من ميدان التحرير ومتظاهروه اكثر عددا فالأول مجرد اشارة مرورية لتقاطع شارعين كبيرين. ولايمكن مقارنتها من حيث المساحة بميدان التحرير الذي يسع مئات الآلاف.. وأعتقد أن اختيار تقاطع رابعة العدوية مقصود لأنه يمتليء بأصغر عدد من المتظاهرين فيظهر هذا العدد وكأنه حشد هائل!! إذا كان هدفك يا دكتور عصام التقليل من شأن مظاهرة التحرير فقد جانبك الصواب لأنك لا تخاطب أناسا فقدوا البصر والبصيرة.. فالأمر واضح وضوح الشمس.. وأرجو ألا تقنعوا السيد الرئيس بغير الحقيقة.. لانكم تحملتم الأمانة ويجب أن تنقلوا الحقيقة للرئيس. أما تركيزك يا دكتور عصام علي بعض أعمال العنف التي وقعت في ثلاث محافظات فنحن نؤكد علي أن هذا أمر مرفوض بشكل قاطع.. لكن لاتنس أنه تم ضبط الكثيرين من التابعين أو المتشيعين للتيار الإسلامي وبحوزتهم أسلحة متنوعة.. فليس الأمر في التوجه إلي العنف مقصورا علي بعض المندسين في صفوف المتظاهرين وإنما هناك أطراف أخري معروفة ومشاركة. وليسمح لي الدكتور عصام أن أسأله : بعد أن شاهدت حشود المظاهرات المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في كل محافظات مصر والتي ضمت الملايين هل مازالت مقتنعا بأن المعارضين قلة مقارنة بالمؤيدين علي غرار ما حاولت الإيحاء به في المقارنة ين رابعة العدوية والتحرير؟! أنا معك يادكتور عصام في دفاعك عن النظام ولو كنت مكانك لفعلت.. ولكن لتسمح لي أن أقول لك إن المغالطة المكشوفة تقلل المصداقية إن لم تفقدها تماما. العلاج الصحيح والناجع لأي مشكلة يادكتور يبدأ بالتشخيص الحقيقي لها والاعتراف بوجودها وبكل أبعادها.. لأن غض الطرف عنها أو تجاهلها يزيد الأمر تعقيدا. المصداقية ترتبط ارتباطا وثيقا بالحقيقة الناصعة.