مصر تحبس أنفاسها.. والخوف يتملكها من انزلاق المظاهرات السلمية إلي دوامة العنف وإراقة الدماء.. وسط حالة الاحتقان الشديد بين المؤيدين والمعارضين للرئيس محمد مرسي.. كل طرف يتمسك برأيه ويعلن التحدي.. ويصر علي الدفاع عن معتقداته الفكرية والسياسية بكل السبل. لم تهدأ الهتافات المؤيدة والمعارضة للرئيس طوال الليلة الماضية في ميدان "رابعة العدوية". وميدان "التحرير".. وتزايدت أعداد المعتصمين والخيام قبل ساعات من مظاهرات 30 يونية التي دعا إليها بعض قوي المعارضة. في ميدان رابعة العدوية.. أكد المعتصمون حرصهم الشديد علي حماية الشرعية.. بينما يصر المتظاهرون في ميدان التحرير علي مطالبهم وأهمها: إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. انطلقت التحذيرات من الصدام المسلح بين المؤيدين والمعارضين في الميادين الكبري. طالب فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف كل سلطات الدولة والقوي الوطنية والأحزاب السياسية وكل فرد في هذا الشعب العريق بأن يتحمل مسئوليته الكاملة أمام الله والتاريخ والعالم بأسره في الحفاظ علي الدم المصري الغالي. وأن يعلي الجميع المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار لأن مصير الأمة ومستقبل الوطن ليسا ملكًا لأحد. وأن حرمة الدماء أمر لا يحل تجاوزه بحال خاصة في هذا الموقف المؤلم لضمير كل وطني. قال شيخ الأزهر إن أحداث العنف والقتل والحرق وإراقة الدماء التي شهدتها البلاد أمس الأول هي أحداث مستنكرة ومستهجنة لا تليق بالتاريخ الحضاري للشعب المصري. جدد شيخ الأزهر موقفه من أن التظاهر السلمي المشروع والمباح شرعا ودستوريا بريء تماما من ارتكاب أية صورة من صور العنف أو إراقة الدماء أو الدعوة إلي ذلك بأية وسيلة. ناشد الجميع المؤيدين والمعارضين الحذر الشديد من الانجراف إلي الحرب الأهلية التي بدت ملامحها في الأفق والتي تنذر بعواقب لا تليق بتاريخ مصر ووحدة المصريين ولن تغفرها الأجيال لأحد.. وقال: تذكروا أيها المصريون قول الله تعالي: "إنما المؤمنون اخوة". شدد شيخ الأزهر مجددا علي أن الحوار العاجل والجاد بين كل الأطراف المحبة للوطن هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة البالغة الخطورة. أكدت وزارة الأوقاف حرمة الدماء المصرية. وتعطيل مصالح الناس.. وناشدت الجميع تغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.. بينما أكدت دار الإفتاء أن حمل السلاح في التظاهرات السلمية أيًا كان نوعه حرام شرعًا ويقع حامله في إثم عظيم لأن فيه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة. دعا د. شوقي علام مفتي الجمهورية جميع المتظاهرين إلي الحفاظ علي روح 25 يناير التي شهد العالم بسلميتها.