لست خائفاً أو قلقاً من مظاهرات 30 يونيه مهما كانت حاشدة وبالملايين .. فالمتظاهرون فيما عدا أحاد الناس أعلنوا أكثر من مرة أنها ستكون "سلمية" مائة في المائة .. لن يعتدي أحد منهم علي أحد. ولن يمسوا أية منشأة عامة أو خاصة. ولست خائفاً أو قلقاً من رد فعل "رئيس الجمهورية" شخصياً علي هذه المظاهرات رغم أنها تستهدفه في المقام الأول .. لأن المسئولية تحتم عليه أن يستمع للرأي الآخر بشكل مباشر ودون وسطاء أو أوصياء أو تأثيرات من أي نوع .. انه رجل راشد ومسئول عن 90 مليون مصري. الخوف والقلق بل والرعب أيضاً من حالة التكفير العلني والاستقطاب الصارخ والتهييج غير المبرر والتحريض الزاعق ضد المعارضين وبعض مؤسسات الدولة .. سواء من أحاد الناس كما قلت أو ممن يرتدون "ماسكات الدين"!!! كلنا تابعنا أصواتا مدنية هي قليلة لا تعبر عن المجموع تهدد باقتحام الاتحادية وتتوعد بالقضاء تماماً علي الاخوان واقتحام مقراتهم .. وهذا لا يجوز ولا يوافق عليه أحد .. الاخوان جزء من نسيج الشعب مثلهم مثل السلفيين والصوفيين وغيرهم .. ولا يصح ابدا التلويح باستخدام العنف ضدهم مهما كانت نقاط الخلاف أو كان الرفض لهم. وكلنا تابعنا الخطب التكفيرية خلال مؤتمر "نصرة سوريا" في الصالة المغطاة باستاد القاهرة .. وقد قتلت بحثاً وتحليلاً وفضحاً لمن اطلقها .. ولا احد عاقلاً وسويا يرضي عنها. وكلنا تابعنا تصريحات حازم صلاح أبوإسماعيل ضد الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع رداً علي بيانه لكافة الفرقاء .. فقد اتهم السيسي بأنه تجاوز حدوده ولابد للرئيس أن يحاسبه..!!! ولا أدري أي عقل أو منطق يرضي بكلام تهييجي وتحريضي وتصادمي كهذا ضد "القائد العام للجيش المصري" وفي هذا التوقيت الدقيق والخطر والحساس من عمر الوطن؟! أم أن مقدرات وحاضر ومستقبل البلد أصبحت لا تعني شيئاً لدي بعض "المراهقين سياسياً"؟! وأمس الأول .. خرج علينا عاصم عبدالماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية يستقطب أنصاره بأسيوط لانتهاج العنف ثم "يضفر" هذا الاستقطاب بمخاطبة رئيس الجمهورية قائلاً له وبالحرف الواحد .. "اغضب"!!!! يغضب كيف يا حاج؟؟ .. ويغضب فيفعل ماذا يا شيخ؟؟ سامحك الله. من حقك أن تساند الرئيس وتدعمه وتقول فيه الشعر والنثر .. لكن هذا الحق لا يأتي أبداً بالاستقطاب ولا بالتهييج ولا بالتحريض .. بل بالتعبير عنه بطريقة مثلي .. بأن تسعي للتوفيق بين الفرقاء المختلفين .. أو بأن تدعو الجميع إلي كلمة سواء وتطرح مبادرة قوية وعقلانية لصالح هذا الوطن تحل المشاكل وتصحح المسار .. صدقني لو كنت فعلت ذلك لرفعتك فوق رأسي .. وقبلت يديك .. لكن .. ما دام هذا تفكيرك واتجاهك .. فأنت وقناعاتك. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقضاءها .. من كل سوء .. رغم أنف المكفرين والمستقطبين والمهيجين .. والمحرضين.