أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية اننا نعيش في مصر نتيجة جهود مشترك بين جناحي الوطن المسلمين والمسيحيين علي كافة المستويات.. فمثلا علي المستوي الاقتصادي نتعاون فيما بننا للارتقاء بمصر. ويكون الناتج القومي قسمة بيننا.. وكذلك علي المستوي العلمي فمنذ ان تعلمنا في المرحلة الابتدائية الي ان تخرجنا في الجامعة ونحن ندرس سويا ولم يحتكر العلم لطائفة معينة. قال المفتي اثناء استقباله وفدا من بيت العائلة في دار الافتاء المصرية برئاسة الأنبا أرميا سكرتيرا لمجمع المقدس والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية والدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار وعددا من القساوسة ومشايخ الأزهر الشريف ان مصر عبر تاريخها لم تفرق بين احد من ابنائها. فهم يعيشون كجسد ونسيج واحد.. وان الذي يحكم الجميع هو القانون سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. أشار الي ان كل ما يطرح علي الساحة من توترات هو في الحقيقة أمر مفتعل لأن الواقع الذي عايشناه أطفالا وعاشه آباؤنا وأجدادنا يؤكد ذلك.. وعلينا ان نحافظ علي هذه الروح الطيبة بيننا. قال المفتي ان الأزهر الشريف بمؤسساته هو حصن مصر فإذا قوي الأزهر قويت مصر واذا اصابه الضعف ضعفت مصر.. ومنذ انشاء دار الافتاء وعلي مدار ما يزيد علي 120 عاما لم تصدر فتوي تفرق بين ابناء الوطن الواحد. مشيرا الي ان الأزهر الشريف كان طواله تاريخه هو والكنيسة مثالا للامتزاج والتعاون من اجل رفعة مصر. رسالة لكل المصريين وبرعاية بيت العائلة المصرية. وايمانا بالدور الوطني للأزهر والكنيسة. التقي عدد من الأئمة والوعاظ والقساوسة. تحت شعار "لتعايشوا" في الدورة التدريبية الثانية. ليبعثوا برسالة واضحة لكل ابناء مصر. والعالم بأن الخطاب الديني الوسطي. والمواطنة والوحدة الوطنية. هما أساس بناء المجتمع. وتنميته في مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية. من خلال نشر التعاليم العليا المشتركة بين الإسلام والمسيحية لانارة الوعي الايجابي لدي الشعب المصري بالحوار المتواصل والتعايش المشترك. اكد الأئمة والوعاظ والقساوسة ثقتهم في الفطرة النقية للشعب المصري ببث هذه الروح في مناحي الحياة في كافة ربوع الوطن. وانهم مستمرون في نشر التعاليم العليا المشترك بين الاسلام والمسيحية. قال د. محمود عزب مستشار شيخ الازهر. ان تلك الدورة هي الثانية. وتحمل عنوان: "لتعايشوا" بينما كانت الدورة الأولي: "لتعارفوا" مؤكدا ان الأزهر. والكنيسة مصممان علي ان الدولة ومؤسساتها هي الأساس.. منتقدا من يطلق علي بيت العائلة انه مجلس عرفي. وان ما يقوم به البيت هو إعادة ضبط النسيج الحضاري. لتعود مصر كما كانت بقيمها المعروفة. حيث ان تلك الدورات هدفها إعادة زرع الثقة. أضاف انه عرض تجربة "بيت العائلة" علي المشاركين في مؤتمر فيينا للحوار بين اتباع الأديان. وقام بتعريفه بين الدول الأوروبية كمؤسسة مستقلة. ومجلس عملي موضوعي علمي بمشاركة الأزهر والكنيسة. لاصلاح الثقافة الدينية في مصر بالتزامن مع العمل علي "لم الشمل" والتصدي للمشاكل وإصلاح الخطاب الديني تأكيدا علي وسطيته. وأشاد د. محمود حمدي زقزوق أمين عام "بيت العائلة" بمجهود الأنبا أرميا. سكرتير المجمع المقدس. الأمين العام المساعد للبيت. في إنشاء اتحاد الكنائس المصرية وتجميعها في تجمع واحد.. فهذا الأمر يسعد كل المصريين. اضاف انه مازال هناك انطباع لدي الناس بأن بيت العائلة مجلس عرفي. وهذا أمر غير صحيح. فهو مؤسسة مصرية استطاعت ان تجمع المصريين مسلمين ومسيحيين علي قلب رجل واحد. فمصر تحتاج منا جميعا المشاركة دون تفرقة بين مسلم ومسيحي دون تمييز فنحن شركاء في كل شيء.. مشيرا الي ان اول حوار إسلامي مسيحي تم في عهد النبي صلي الله عليه وسلم. أكد ان بيت العائلة يتمتع بالقبول داخل وخارج مصر كمؤسسة تشاركية. وقال: نجحنا في بيت العائلة. وكسرنا الحاجز. وأصبحنا الأقوي. وطموحنا في الفترة المقبلة انتقال التجربة الي الشباب والعمال والمدرسين والطلاب في كل التجمعات لإذابة الفرقة والتمييز. وتفعيل المشاركة الايجابية من أجل مصر.. مشددا علي ضرورة التفاعل مع احداث المجتمع. والاعتزاز بحضارتنا المصرية.. والحرص علي تنمية الشعور بالأخوة والانتماء. أكد الأنبا أرميا سكرتير المجمع المقدس. الأمين العام المساعد لبيت العائلة ان الأزهر الشريف. والكنيسة هما مؤسستا الوسطية في مصر.. فالأزهر منارة مصر في كل العصور.. داعيا الله ان يجعله مفتوحا دائما.. مشيرا الي ان مصر تجاوزت كثيرا من الأزمات باتحاد جميع رجالها الذي يقود السفينة لبر الأمان. اضاف انه يري بيت العائلة بمثابة حلم كفيل بجمع المصريين تحت كلمة واحدة. وان الأزهر والكنيسة في الوقت الحالي عليهما الدور الأكبر في الحفاظ علي التعايش والتسامح بين المصريين.. موضحا ان عقد مثل هذه الدورات. التي تجمع علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي يمثل خطوة جيدة في تقديم الصورة الحقيقية لمصر والمصريين.