سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكلم الطيب - سؤال ورسالة إلي الشيخ محمد حسين يعقوب: هل لو كنت من المحبين لك وقلت للتعديلات الدستورية لا.. هل يتنافي ذلك مع الدين؟ يا فضيلة الشيخ.. سماحة الإسلام مظلة يعيش في رحابها الجميع
ساءني كثيراً عندما استمعت إلي فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب وهو يتحدث عن نتائج التعديلات الدستورية التي جاءت نتيجتها نعم بنسبة 77.2% وقال إن هذا هو الدين وأخذ يكبر تكبيرات العيد ومعه جموع الناس في المسجد ثم يقول أما من قال لا فليس له مكان وإذا قال إن هذا البلد لا مكان لي فيه فليهاجر إلي كندا أو أمريكا واضاف الشيخ وقال: "إن أهل امبابة هم الذين لبوا نداء نعم فأنا أحبكم ثم أردف أن هذا هو الدين ونحن مع الدين وعبارات أخري تؤكد أن جميع التيار الإسلامي قالوا: نعم". والسؤال لفضيلة الشيخ يعقوب: هل لو قلت للتعديلات لا وأنا من المحبين لك فهل يتنافي ذلك مع الدين وأكون قد خرجت عن النطاق؟ يا فضيلة الشيخ: الداعية الإسلامي قدوة طيبة ولا يغيب عن فضيلتك أن سماحة الدين الإسلامي الحنيف مظلة يعيش المسلم وغير المسلم في رحابها والدعوة إلي الله تنطلق من هذه التعاليم لا تعصب ولا طائفية ورب العالمين قال لنا "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" 175 النحل. ثم يا فضيلة الشيخ لقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم السلوك الحسن والقدوة الطيبة وقطعا لا يغيب عنك قصة ذلك الرجل غير المسلم الذي كان يضع القاذورات أمام بيت المصطفي صلي الله عليه وسلم فيزيحها بيديه ويرفع أكف الضراعة إلي الله قائلاً: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" حتي إن الرسول لم يدع عليه وإنما تمني له الهداية والأكثر من ذلك أنه عندما وجد أن القاذورات اختفت من أمام منزله يوماً سأل عن ذلك الجار غير المسلم ثم عرف أنه مريض فتوجه لعيادته والسؤال عنه هذه أخلاق الإسلام يا فضيلة الشيخ ثم إن ربنا عز وجل قال في كتابه "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" 8 الممتحنة. هذه هي تعاليم الدين ومبادئه السمحة ثم إن كلمة نعم أو كلمة لا بالنسبة للتعديلات الدستورية ليس أي منهما يدل علي الدين من عدمه وكما قلت لك آنفاً هل حبي لك يتنافي مع حرية ابداء الرأي ولماذا نخلط الأوراق ونتهم من قال لا بأنه خارج عن الشرع وأنت لست وحدك في هذا المجال وإننا سمعنا كثيرا هذه النبرة التي تسيء إلي الإسلام أكثر مما تحسن إليه .. الإسلام رحمة والمصري المسلم أخو المصري غير المسلم والاثنان شركاء في الوطن الكل يعيش في رحابه وحينما قدم عمرو بن العاص إلي هذه البلاد فاتحا كانت سماحة الإسلام هي ديدنه ولم يكره أحدا علي الدخول في الدين الإسلامي لأن تعليمات رب العالمين التي استقرت في قلوب كل المسلمين "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وترك الحرية للجميع من أسلم فبها ومن ظل علي دينه فليعش في رحاب الوطن له ما للمسلم من حقوق وعليه ما علي المسلم من واجبات وأحاديث سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أهل الذمة الذين يشاركوننا في الوطن صريحة فكلنا خلق الله عز وجل وحسابنا علي الله فلماذا يا فضيلة الشيخ تعلن ذلك صراحة ونحن نثق في ايمانك القوي وإلمامك بكل تفاصيل مبادئ الدين الحنيف فلماذا هذا الحديث الذي يثير التعصب ولا يؤدي أي فائدة لهذا الوطن خاصة أنه في أشد الحاجة إلي وحدة الهدف ونشر ألوية المحبة والمودة وحتي إذا كان غير المسلم ليس سمحا فالمسلم بسماحته وحسن خلقه يستوعب الجميع فإذا كان هذا الاستفتاء البسيط الذي يتضمن إما أن نبادر بالانتخابات البرلمانية أو نعدل الدستور فورا قد أثار هذا اللغط وفرق بين المسلم وغيره فما بالنا بما سيحدث في الانتخابات القادمة البرلمانية والرئاسية. يا فضيلة الشيخ كنت أود ومعي كل المسلمين المنصفين الذين يجمعون علي تقبل رأي أهل العلم بأن الجميع المسلم وغير المسلم شركاء في هذا الوطن.. الحقوق مصانة والواجبات يلتزم بها الجميع.. كنت أود أيضا أن يكون حديثك يا فضيلة الشيخ ينطلق بالمودة والمحبة والرحمة والرشد خاصة أنك من أهل العلم وقد تجسدت الفرحة في وجدانك وأنت تتحدث أن ذلك من الدين فأثرت تساؤلات لا جدوي منها في هذه المرحلة إن الاسلام الحنيف يحترم أهل الذمة ويعيش معهم ويتعايش معهم مرتبطا بحسن الخلق وملتزما بالتعاليم التي أشار إليها ربنا في آية سورة الممتحنة.. إن الرحمة والمودة هي التي تؤلف بين القلوب ولا تثير الأحقاد ولا تحرك الضغائن ولنا في أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين شاركوا في فتح مصر القدوة الطيبة لقد قدروا أهل هذه البلاد واحترموا كل من لم يدخل في الإسلام بل وأضفوا عليهم من حسن الخلق مما جعل الآخرين يدخلون في الإسلام طواعية. يا فضيلة الشيخ لقد مضت أزمنة طويلة وأهل مصر ينعمون بالوحدة الوطنية التآلف والتعامل بين أهل الديانات مضرب الأمثال في كل العالم.. كل ذلك نابع من تعاليم الإسلام التي ذكرناها وأعتقد أن في هذا الايجاز ما يكفي إن رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين والرحمة هذه تضفي جواً من المودة علي كل خلق الله فيقبل البشر علي اختيار الإسلام بلا تعصب أو انحياز أو تمييز وقد كانت تعليمات رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما يفتحون أي بلد أو يشاركون في أي غزو لا يقطعون شجرة ولا يقتحمون عابدا في صومعته.. كل ذلك لكي يتأكد الجميع أن السماحة والمحبة والمروءة من أهم مبادئ الإسلام "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" 40 الحج "ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة علي أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين" 5 الحشر. اعتقد أن في هذا كفاية يا فضيلة الشيخ وليتنا ننادي بنشر تلك المبادئ حتي لا يساء فهم الإسلام وتلصق به الاتهامات من كل جانب ثم إن الإسلام انتشر بحسن الخلق والتعامل الطيب ولعل أبلغ دليل علي ذلك تجار حضرموت الذين انتشر الإسلام علي أيديهم في جنوب شرق آسيا بحسن التعامل والكلم الطيب والله يهدي من يشاء إلي سواء السبيل.