نستعرض هذا الأسبوع كتاب "تجديد الخطاب الديني" رؤية إعلامية والعدد "64" عن سلسلة قضايا اسلامية التي يصدرها المجلس الأعلي للشئون الاسلامية والكتاب من القطع المتوسطة يتكون من 130 صفحة ويشمل موضوعات لأربعة كتاب الموضوع الأول الخطاب وقضايا الغيب للدكتور محيي الدين عبدالحليم والموضوع الثاني ما يجب علي القائم بالخطاب لمحمود حبيب والموضوع الثالث الخطاب الديني والحياة المعاصرة لمؤمن الهباء مدير تحرير المساء والموضوع الرابع والأخير مواجهة الحملات الإعلامية الشرسة علي العرب والمسلمين والرسول صلي الله عليه وسلم لسامي عزب سليمان. في الموضوع الأول "الخطاب الديني وقضايا الغيب" تناول د. محيي الدين عبدالحليم منهج القرآن الكريم في الإعلام بحقائق الغيب وأكد ان أيسر السبل وأسرعها لهؤلاء الذين أصيبوا في دينهم هو شن الحملات ومحاولة التشكيك في صحة العقيدة الدينية والهجوم عليها وهناك من يطرحها بدافع الرغبة في المعرفة والتيقن من الحقيقة "واذا قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتي" البقرة 260 وهناك من يطرحها يدافع التشكيك في صحة العقيدة والطعن في الدين "وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون" يس "10". ودائما يتعرض الدعاة ورجال الإعلام الإسلامي دوما يمثل هذه الحملات التي تستهدف واحدا من ثلاث. 1 اما الطعن والتسفيه بهدف رفض العقيدة برمتها 2 أو التشكيك في بعض أو كل جوانبها 3 أو محاولة الفهم والإدراك بهدف الوصول إلي الحقيقة. وفي الموضوع الثاني الذي جاء بعنوان "ما يجب علي القائم بالخطاب" يقول محمد حبيب ان الخطاب الديني الصحيح هو الذي يراعي فيه القائم بالرسالة مراعاة أحوال الناس ومدي تعلمهم أو عدم تعلمهم. مجتمع حضر أو مجتمع بداوة أو مجتمع ريفي وما هو الأسلوب المناسب. وفي الموضوع الثالث الذي جاء بعنوان "الخطاب الديني والحياة المعاصرة" لمؤمن الهباء مدير تحرير المساء أكد ان تجديد الخطاب الديني يعني استحداث لغة مناسبة للعصر وضروراته يقدم بها الاسلام الي الناس في الداخل والخارج ترغبهم فيه وتجعله دافعا لهم من أجل مزيد من التفاهم والتعايش والوعي وتحقيق حياة كريمة لهم ترقي بمستوي معيشتهم ويرضي عنهم ربهم. واذا كانت دعوة الغرب تستهدف تحجيم دور الاسلام وقصره علي الطقوس والشعائر فإن الدعوة إلي تجديد الخطاب الديني يجب ان تستهدف العكس تماما.. يجب ان تعمل علي توظيف الاسلام ليعطي طاقته وهوايته لهذه الدينا التي هي في أمس الحاجة اليه. وتساءل الكاتب هل تجديد الخطاب الديني يعني اهمال كل ما هو قديم ويجيب: اطلاقا فمن ليس له قديم لا يمكن ان يكون له جديد وتجديد الخطاب الديني لن يكتب له النجاح الا اذا قام علي أسس من القديم ولكن القضية هنا هي: أي قديم نريد؟! لقد جدد أسلافنا في خطابهم الديني ليواكبوا العصور التي عاشوا فيها ولم يتركوا الاسلام غريبا في زمانهم وانما استدعوه وحرصوا علي تفعيله فنجحوا وهؤلاء هم من نسميهم برواد التجديد وحملة مشاعل التنوير الحقيقي من أمثال الامام الشافعي والامام أبوحامد الغزالي ومحمد عبده ورشيد برضا والكواكبي وغيرهم. إن الاعجاز الحقيقي للقرآن الكريم ليس في كونه كتابا في العلوم الطبيعية وانما في كونه دستورا رائعا للحياة ضمن السعادة فيها لنبي البشر بوضعه بصورة صحيحة كما أراد الله.