أعادت السلطات المصرية توزيع قوات الجيش والشرطة المدنية التي دفعت بها إلي شبه جزيرة سيناء خلال الأيام الماضية لبدء عملية عسكرية لتحرير سبعة جنود مختطفين بيد إحدي الجماعات المسلحة منذ الخميس الماضي. وذلك بمناطق عدة في مدينة العريش ورفح والشيخ زويد ومنطقة الجورة. قالت مصادر مطلعة إن مدرعات الجيش والشرطة تقوم بعمليات تمشيط واسعة للمناطق والتجمعات الواقعة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد والجنوب الشرقي لمدينة العريش. بجانب نصب الكمائن والحواجز الأمنية علي الطرق المؤدية لتلك المناطق وبطول الطريق الدولي "العريش- رفح" وتفتيش السيارات المارة تفتيشاً دقيقاً والاطلاع علي هويات المواطنين تحت غطاء من الطيران المصري الذي يقوم بالتحليق علي ارتفاعات منخفضة بالمنطقة وتصوير مناطق تركيز القوات ومناطق الاشتباه. علاوة علي رصد أي تحركات وتنفيذ عدد من المداهمات للمناطق والمنازل التي يرجح اختباء المسلحين بها دون مواجهات حتي اللحظة. الأمر الذي أسفر عن ضبط 8 أفراد علي خلفيات جنائية. ليس من بينهم متورطون في أعمال إرهابية. أضافت المصادر أن خطة تحرير الجنود ترتكز علي ثلاثة محاور.. المحور الأول هو نشر قوات من الجيش والشرطة المدنية حول عدد من القري والمناطق جنوب مدينتي الشيخ زويد ورفح ومناطق جنوب شرق مدينة العريش وذلك لعزل القري البدوية والحد من تحركات العناصر المشتبه بها. مضيفاً أن المحور الثاني يعتمد علي شن عدة ضربات متزامنة في نفس التوقيت لعدد من المناطق التي جري تحديدها بدقة بعد عمليات تمشيط وتحريات أمنية دقيقة. وأن المحور الثالث من الخطة يعتمد علي تطهير كامل لسيناء. خاصة المناطق الحدودية من العناصر المسلحة والبؤر الإجرامية من خلال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب. قالت المصادر إن أجهزة الأمن حددت أربع مناطق تختبئ بها العناصر المسلحة المتورطة في خطف الجنود منها قرية حدودية جنوب رفح. وأخري تقع جنوب الشيخ زويد. وثالثة تقع بين مدينتي رفح والشيخ زويد. ورابعة جنوب شرق مدينة العريش.. مشيرا إلي أنه تم وضع قائمة بالتعاون مع جهاز الأمن الوطني وعدد من الأجهزة الأمنية الأخري بالعناصر المطلوبة والمسلحة. مؤكداً أنه لم يتم تحديد موعدة العملية العسكرية التي يقوها اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني. بعد تفقده للقوات بمناطق الكيلو 17 والجورة والجميعي جنوب مدينة الشيخ زويد. وفي هذا الإطار أعطت قبائل سيناء الضوء الأخضر لشن العملية العسكرية لتطهير سيناء وتحرير الجنود.. حيث عقد المحافظ اللواء السيد عبدالفتاح حرحور اجتماعاً مع مشايخ المنطقة بحضور عدد من رؤساء الأجهزة الأمنية العاملة بسيناء. طالبهم فيه بتقديم الدعم والعون للقوات المسلحة. ميدانياً.. تواصلت لليوم الخامس علي التوالي إغلاق معبر رفح البري أمام حركة العبور بين مصر وقطاع غزة. بعد احتجاجات واسعة يقوم بها جنود من أمن الموانئ. احتجاجاً علي الانفلات الأمني الذي تشهده سيناء واختطاف سبعة من زملائهم. الأمر الذي أدي إلي زيادة أعداد العالقين الفلسطينيين بسيناء نتيجة إغلاق المعبر. انضمت أسرة أحد الضباط المختطفين قبل عامين بسيناء إلي المعتصمين بمعبر رفح ليصل عدد الأسر المعتصمة تضامناً مع الجنود إلي 4 أسر من بينهم ثلاث أسر للجنود المختطفين بعد قدومهم من دلتا مصر. كما تواصل الإضراب الجزئي عن العمل بعدد من أقسام وإدارات الشرطة بشمال سيناء. منها قسم أول العريش. وإدارة المرور. وذلك تضامناً مع جنود أمن الموانئ بمعبر رفح البري. احتجاجاً علي استمرار أزمة الجنود المختطفين وعدم اتخاذ خطوات إيجابية لتحريرهم. في السياق نفسه نفت مصادر مسئولة مقتل أحد الأشخاص في هجوم مسلح للجيش.. حيث أكدت المصادر غرق شاب بمياه البحر المتوسط. وعند تجمع عدد كبير من المواطنين في جنازته بقرية الجورة مسقط رأسه قامت قوات الأمن بالوصول إلي موقع تجمع المواطنين والسؤال عن سبب التجمع وذلك تحت غطاء جوي أدي إلي غضب المواطنين. أكد شهود عيان بالمناطق الجنوبية سماع إطلاق النيران بين الحين والآخر دون معرفة الأسباب. وسط صمت المصادر الرسمية وتضارب الأنباء. علمت "المساء" من مصادرها بسيناء أن قائد الجيش الثاني الميداني التقي مشايخ القبائل في سيناء لأكثر من ساعتين. لم يفصح المصدر عما دار من أحداث. مؤكداً أن ذلك لصالح العمليات. وأشار المصدر إلي أن هناك نتائج ستعلن رسمياً قد تكون ذات نتائج إيجابية.