كتاب هام من الإصدارات الخاصة لهيئة قصور الثقافة بعنوان "تاريخ الإصلاح في الأزهر - صفحات من الجهاد في الإصلاح" لمؤلفه العلامة الإمام الشيخ عبدالمتعال الصعيدي وقدم له د. وائل الصعيدي يوثق فيه كيف كان الشيخ عبدالمتعال الصعيدي شيخاً ثائراً علي حال الأمة الإسلامية في كل المجالات من الفقه وصموده ومن الفكر وشروده ومن السياسة وفسادها وتخلفها ومن ضياع الروح العلمية التي أدت إلي تخلف الأمة في الأخذ بالسنن الكونية علي مختلف مجالاتها من العلوم التطبيقية. ثم يوجه الكتاب عنايتنا إلي تاريخ هام من الإصلاح حمله الأزهر علي عاتقه بما يحتله الأزهر من مكانة مهمة وجوهرية في قلب الدعوة الإسلامية. فكان منبعاً ثرياً لموجات عدة من الإصلاح وتجديد الخطاب الديني برزت من ثناياها أسماء لامعة في سماء الدعوة. من بينهم الشيخ الصعيدي الذي كان همه أن ينشر الوسطية واستنهاض روح الإصلاح في الفكر الإسلامي. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يقدم رصداً دقيقاً لصفحات ناصعة في تاريخ الأزهر والذي يعول عليه القيام بدوره المأمول في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا البشري. مملكة داوود وسليمان العبرية "مملكة داوود وسليمان العبرية - أوهام لا نهاية لها" كتاب جديد من الإصدارات الخاصة لهيئة قصور الثقافة يقدمه أحمد عزت سليم للمكتبة العربية وهو عبارة عن دراسة نقدية في لاهوت العنصرية الإسرائيلية يتناول فيها عبر أحد عشر فصلاً طبيعة وماهية الكليات اللاهوتية المزعومة للكيان الصهيوني والتي تشكل وتؤسس ليهودية الدولة الإسرائيلية من خلال محاكاة النص التوراتي ومماثلاتها وتقليدها لنقل وقائع التركة التوراتية الماضوية إلي الحاضر والواقع. أفراداً وجماعات وجغرافيا وطبوغرافيا وتضاريس. في محاولة تشكيل فكرة تسييد "مملكة داوود وسليمان العبرية". من بين تلك البني اللاهوتية التي يتناولها الكتاب بتركيز كبير العهد الإلهي الأبدي والتفرد والنقاء والاستعلاء والإبادة والاحتيال والخداع والتهويد والجمع بين المتناقضات في بنية واحدة والانتقاء والاستبعاد والاشتهاء الدموي والمعاداة وصولاً إلي حتمية تكرار العصر الذهبي لتلك المبادئ العنصرية مجتمعة. يطرح الكتاب رؤية هامة علينا أن نلتفت إليها تقوم علي أن الصراع العربي - الصهيوني "الإسرائيلي" دخل القرن 21 والضغوط القاهرة التي اشتدت علي الواقع العربي بأنظمته السياسية التي تم توظيفها في إطار ما يسمي بالنظام العالمي الجديد لكي تحافظ علي رجعيتها وكيانها العنصري تحت مبرر المصالح الرأسمالية المشتركة وتطبيق النموذج الديمقراطي. الفاضل لأبي العباس المبرد المبرد هو أحد أبرز الأدباء العرب القدامي ولعل كثيراً منا يعرفون له كتابه الشهير "الكامل" أما كتابه "الفاضل" الذي بين أيدينا من إصدارات هيئة الكتاب فهو كتاب علي صغره كبير الفائدة مبسط. حتي أنه يصلح كما يقول محققه عبدالعزيز الميمني لأن يدخل في مناهج الدروس فيتعلمه النشء. وقد انتهج المبرد في كتابه هنا النهج الذي انتهجه في "الكامل" من إيراد مصفي الشعر ومنخول النثر وروائع الخطب وبليغ الرسائل كما قدم الأخبار الطريفة والنوادر الغريبة للمشايخ والعلماء. إلي جانب عدد من الفصول في "الحسد" وفي "كتمان السر" وفي "الفصاحة" و"الجمال". والمحقق عبدالعزيز الميمني هو رئيس القسم العربي بجامعة كراتشي بباكستان ويروي أن محتوي هذا الكتاب كان قد عثر عليه بالصدفة أثناء طوافه بخزائن اسطنبول في إحدي المكتبات فصورها ثم كتبها بخطه وحقق نصوصها. إنه جهد مشكور كما الشكر لهيئة الكتاب التي بادرت بنشر هذه النصوص وإخراجها للنور. ومن أجمل فصول الكتاب ما يتناول فيه الجود والكرم والعظات الموجزة والحلم والإناة والشكر للصنائع وتفضيل الكبير وغير ذلك مما يستحق قراءته.