الحمد لله صار وجهي أحلي.. وشعري أفضل أما باقي الجسد فشوهته الحروق بشدة.. تشوهات أتحمل بمفردي صدمة رؤيتها فهي مستورة عن عيون الناس بفضل الله عدا ساقي الملتصقة وأصابع يدي!! أعلم أن بداية حديثي معك صادمة لقرائك وقاسية لكنه هو حالي فأنا سيدة شابة في منتصف العشرينات.. مطلقة وأم لطفل في الرابعة من العمر.. ومنذ عامين ونصف العام كنت علي موعد مع الآلام فقد انفجرت فيَّ أنبوبة البوتاجاز الصغيرة أثناء طهو الطعام ولم أشعر بنفسي إلا بالمستشفي حيث تجاوزت نسبة الحروق 60% ما استدعي بقائي فيه بعض الوقت لأخضع لأولي العمليات لإنقاذ الذراع اليمني من البتر وحصلت من العلاجات المكثفة ما أعاد لي سلامة وجهي وشعري بصورة أفضل مما كانا عليه والحمد لله. كانت هذه خطوة في مشوار علاجي من أثار الحروق التي شوهتني تبعتها خطوات أخري كان أشدها علي نفسي الفترة التي أمضيتها بالمستشفي العام لمحافظتي "بني سويف" حين أودعوني بقسم للحالات الحرجة الذي لا يتوقف فيه أنين المرضي ولا صراخهم.. جو كئيب ما كان لي أن أتحمله فقد دفعني للدخول في غيبوبة طويلة أفقت منها لأجدني هيكلا عظميا.. تدهور أدي بأسرتي إلي اخراجي من المستشفي لانقاذي من هول ما يدور حولي. كان البيت محطة علاجي الثالثة حيث أمضيت عاما تحت رعاية أمي وأختي الصغيرة "12 سنة" وهما يتبادلان تضميد جروحي وتدريبي علي النهوض من وضع الاستلقاء علي الظهر الذي مكثت فيه طويلا.. ظلا ورائي حتي تمكنت بفضل الله ثم فضلهما من استعادة قدرتي علي الجلوس مرتكزة علي جانب واحد تقريبا.. وضع فرضته ساقي اليمني الملتصقة بأعلي الفخذ!! فصرت أحبو علي جسدي وأشكو من تيبس شديد بعظام الساقين!! حالة استدعت دخولي المستشفي من جديد وكان هذه المرة "الهلال الأحمر" بالقاهرة فرأي الأطباء البدء بالساق اليسري واستئصال جزء طولي من العضلة لتعويض النقص فيها بعد الحادث ثم اتبعوا ذلك بجراحة لفك الالتصاق الموجود بالذراع اليمني وتصحيح وضعها الذي كان يلامس الكتف!! جراحتان ناجحتان تطلعت بعدهما أن يحسم أساتذة العظام أمر الساق الملتصقة والتي معها استعيد الأمل في الوقوف علي قدمي لكنهم فاجأوني بقرار الخروج علي وعد بالاتصال بي وتحديد موعد آخر لمناظرة حالتي.. موعد لم يتحقق بعد ولم أتلق عنه اتصالا!! .. وبعد قد يتعجل البعض ويحسب أنني أحدثك طلبا لمساعدات مالية أو مقعد متحرك يخلصني من حالة الالتصاق الجبري بالأرض لكنني في الحقيقة لا أطمع في نقود فالجامع الأهلي بمنطقتنا متكفل بذلك.. أيضا لست بحاجة لمقعد متحرك لا لشيء سوي أن المسكن الصغير الذي أزاحم فيه أمي وأخوتي منذ انفصالي عن زوجي مساحته لا تسمح بمرور مقعد بهذه الأوصاف!! انني أدعو في كل صلاة أن يعجل الله بشفائي حتي أخفف عن أمي المسكينة أعبائي ويكفيها معاناتها مع الروماتويد.. ولأهون عن أختي الحبيبة - التي لم تعرف لهو الصغار ومرحهم تلك المسئولية التي تحملتها مبكرا.. .. ثم..لاتفرغ إلي رعاية ابني الوحيد الذي افتقدني كثيرا منذ الحادث الأليم فهو لا يعرف سوي جدته ويناديها ب"ماما"!! .. أرجوك وقراءك أن تسألوا الله أن يهدي الأطباء إلي الخطة الأفضل لعلاجي.. ويقيني أنه سبحانه لن يتخلي عني وأن موعدي مع الحركة والوقوف علي قدمي من جديد.. لقريب. شيماء - س.ف. - بني سويف المحررة : ترفقت بحال القراء حين بدأت حديثك بحمد الله علي ما أصابك ثم مزقت قلوبنا حين ألمحت لنا عن مدي التشوهات التي لحقت بك ولا يري الناس منها سوي الساق والأصابع الملتصقة.. ثم ذكرت نعمة الله عليك حين نجوت من بتر محقق لذراعك اليمني وكل هذا مررت به دون أن يعصف بتوازنك النفسي حتي جاءت لحظة حبسك وسط صراخ الحالات الحرجة لتهزك هزا وتسليمك لغيبوبة كادت تقضي عليك لولا فضل الله عليك ورحمته هذا الفضل الذي هيأ لأمك وشقيقتك الصغيرة القدرة علي تضميد جراحك واستعادة توازنك النفسي وهو الأهم لمن يكابد مثلك آثار الحروق والتشوهات..تأهيل أعانك علي تحمل جراحتين كبيرتين سواء في تعويض النقص الموجود في الساق اليسري أو في إعادة الذراع اليمني لوضعها الطبيعي حتي ان لم تزل أصابع يدك ملتصقة!! جراحتان جددتا الأمل لديك في أنك صرت علي أعتاب التحرر من حالة الالتصاق الجبري بحبوك علي الأرض.. لكن الأطباء أرجأوا الأمر وتركوه معلقا..!! لاشك يا عزيزتي انك بحاجة إلي فريق طبي متكامل يضم تخصصات في العظام والتجميل والأوعية الدموية والباطنة وهو لن يتسني إلا بدخولك مستشفي علي مستوي عال من الكفاءات والتجهيزات وهو الأمر الذي نضعه علي مسئولية الدكتور وزير الصحة لمساعدتك علي اختصار مراحل العلاج وتجنيبك مغبة التجارب والأخطاء!! .. والدعوة مفتوحة أمام الأطباء الأكفاء ليشاركونا الرأي في حالة "شيماء" ويجددوا الأمل لديها في أن استعادة قدرتها علي الوقوف علي قدميها أمر ليس ببعيد.. فادعو لها بالشفاء.