حسام البدري المدير الفني السابق للنادي الأهلي بكي بحرقة وهو يهنيء اللاعبين علي الصعود الافريقي ويودعهم في غرفة خلع الملابس عقب انتهاء مباراته مع البنزرتي التونسي. لا تستهتروا أو تستهينوا ببكائه.. لأن دموع الرجال غالية جداً.. ولا يمكن ان تتساقط الا في مواقف عصيبة.. ويقيني ان البدري كان يمر بمثل هذه المواقف وقتها. تري.. هل كان بكاء البدري دموع فرح لتأهل فريقه العريق نادي القرن وبطل افريقيا إلي دوري المجموعات في بطولة أبطال الدوري التي يحمل آخر ألقابها علي يديه؟؟ أم انه يقول بدموعه لكل الذين قدروا مجهوده واجتهاده وصبره ومثابرته أو الذين هاجموه بعنف انه أدي الأمانة كما يجب ان يكون.. ويترك فريقه وهو منتصر محلياً وافريقياً.. كأول المجموعة بالدوري العام وضمن الفرق الثمانية المتأهلة لدوري المجموعات بالبطولة الافريقية؟؟ أم انه يبكي لخروجه من بين جدران الأهلي الذي تربي فيه شبلاً ونجماً محلياً ودولياً ومدرباً مساعداً للكوتش العظيم مانويل جوزيه ثم أخيراً مديراً فنياً حصل علي بطولة افريقيا في ظروف تعجيزية وبدون مساندة جماهيرية ومن بعدها رابع العالم؟؟ أم تراه يبكي من الطعنات التي انهالت عليه والهجوم الضاري الذي تعرض له بعد تسريب صور توقيعه لتدريب أهلي طرابلس ليلة مباراة البنزرتي واتهامه بالخيانة وتركه الفريق في منتصف الموسم مفضلاً المال علي حساب المكان الذي صنع اسمه ونجوميته؟؟ يقيني.. ان كل هذه الأسباب مجتمعة ضغطت بشدة علي حسام البدري وعلي أعصابه ودفعته إلي البكاء!! لا أحد ينكر أبداً ان مجرد تدريب النادي الأهلي هو شرف لأي مدير فني في الدنيا بأسرها ولو كان الكوتش رقم واحد في العالم.. فالأهلي ليس مجرد جدران محددة الأبعاد بل هو بكل المقاييس قلعة رياضية عملاقة يعشقها ويذوب في هواها أكثر من نصف جماهير الكرة بمصر بخلاف ملايين العرب. قلعة لها أصولها وأخلاقياتها وقانونها الخاص. قلعة تملك رصيداً هائلاً من الانجازات المحلية والقارية والعربية والدولية. قلعة بطولات.. من يدخلها يزداد شرفاً وتعظيماً. لكن.. لأني أعلم حسام البدري وأخلاقياته جيداً.. أؤكد للقاصي والداني ان مسألة الفلوس رغم أهميتها لم تكن الدافع الرئيسي لرحيله عن الأهلي.. لان أبناء الأهلي المخلصين والعاشقين له مستعدون للخدمة فيه دون مقابل.. اذن.. لماذا رحل؟؟ الدافع- من وجهة نظري- ينحصر في "قوة التحمل" وهي تختلف من انسان إلي اخر ولا يستطيع أي منا ان يحددها عند أحد.. الا هذا الأحد نفسه. لقد رأي البدري انه اذا كان قد حصل علي بطولة افريقيا العام الماضي دون جماهير وفي ظروف غاية في الصعوبة من توقف المسابقات وتعدد اصابات اللاعبين وعدم تطعيم الفريق بعناصر فاعلة ومؤثرة تضيف وتدعم النجوم الموجودين بسبب عدم توافر الأموال اللازمة لذلك.. فان هذا الانجاز لا يمكن ان يتكرر في نفس الظروف وهو لا يريد لناديه ان يفشل علي يديه. انها قدرات يا سادة.. وكان الأجدر ان تشكروه علي أنه كان صريحاً وواضحاً وعاشقاً للأهلي ومحافظاً علي انجازات ناديه الكبير. أخيراً.. كلمة عتاب أوجهها إلي قناة الأهلي: ما كان يجب ان تفصحوا عن تعاقد البدري ليلة مباراة البنزرتي.. انه عمل لم يدرس بعناية وكان كفيلاً بإرباك المدير الفني وسقوط الأهلي في المباراة. المباديء.. أهم مليون مرة من السبق الصحفي