التقدم العلمي والتكنولوجي هو الشعار الذي ترفعه إسرائيل مقابلاً للتخلف الذي يعانيه الوطن العربي. حتي د. زويل قال في لهجة مشفقة لمني الشاذلي عن فجوة التقدم: إسرائيل حاجة تانية! الأوضاع التي يعانيها الوطن العربي فرضتها ظروف. يتصل يعضها بالمؤامرات الاستعمارية. ويتصل بعضها بأنظمة الحكم التي تذكرنا ببيت الشعر القديم عن ظلم ذوي القربي. وأنه أشد وقع الحسام المهند. أذكر من قراءاتي في مكتبة أبي مجلة اسمها "رعمسيس" "1910" تصدرتها مقالة عن الحلم اليهودي بإنشاء دولة تصبح منارة تقدم في صحراء الوطن العربي. يتولي مواطنوها اليهود نشر المدنية والتقدم. ويعهدون بالأعمال اليدوية إلي البدو من سكان المنطقة. هذا هو التعبير الذي استخدمه الكاتب. ويقصد به طبعاً شعب المنطقة. وحين أراد موشيه بيريز أن يوضح الفرق بين بلاده وأقطار الخليج العربي. فقد أشار إلي العلم الذي صنع إسرائيل. بينما أموال الخليج قاصرة عن مجاوزة التخلف. أراد الشباب العربي أن يرد علي مزاعم قادة إسرائيل ومناصريها بصورة عملية. فشن علي التقدم العلمي الإسرائيلي حرباًَ إليكترونية مزقت خيوط شبكته العنكبوتية. وأنزلت بالكيان الصهيوني خسائر مادية هائلة. أنونيموس مسمي استخدامه الشباب من معظم الأقطار العربية. تحرك في لحظة واحدة وفق دراسة علمية. ومن خلال غرفة عمليات مشتركة. قوامها شباب صفحات التواصل الاجتماعي. فعزل إسرائيل إليكترنياً عن العالم. وأتاح أسرار الدولة العبرية. وقدم وثائقها السرية. لكل المتعاملين مع شبكات الإنترنت. كانت الهجمات دقيقة للغاية. مثلت إنذاراً لإسرائيل بإزالتها من العالم الافتراضي. بعد أن أصبحت وثائقها ومعلوماتها وخططها المستقبلية بلا قيمة. بينما شلت قدرات التقدم الإسرائيلي. وظل علماؤه لساعات طويلة مذهولين. وعاجزين عن التصرف. ولو بطمأنه مستخدمي "الإنترنت" في الدول العبرية. أو محاولة تقليل الخسائر المادية التي بلغت ثلاثة مليارات دولار في الليلة الواحدة. اللافت أن هؤلاء عجزت أقوي أجهزة المخابرات في العالم عن الوصول إلي أماكنهم شباب دون الثلاثين عاماً. أفلحوا في تعرية التقدم الذي ينسبه الكيان الصهيوني لنفسه. ويجعلة عنواناً لجيشه الذي لا يقهر. أطرف التعليقات التي وصف بها واحد من الشباب "معركتهم" الإلكترونية. أنها نجحت لعدم وجود أي من القيادات العربية الحاكمة بين قادتها!.