أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب. برئاسة د. أحمد مجاهد. ندوة حول الأعمال الكاملة للروائي الراحل فتحي غانم بمناسبة صدورها عن الهيئة شارك فيها الكاتب يوسف القعيد. ود. فتحي أبوالعينين أستاذ الاجتماع بكلية آداب عين شمس. والناقد والمترجم ربيع مفتاح وأدارها الكاتب والناقد والشاعر شعبان يوسف. قال الشاعر شعبان يوسف : قدم فتحي غانم علي مدي 50 عاماً انتاجاً كبيراً وكانت بداية رحلته بعد تخرجه في الحقوق وكانت البداية الصحفية في عام 1952 عندما طلب له هيكل أن يعمل في آخر ساعة وبدأ يكتب في أشياء كثيرة مثل الجمال والماكياج وفي ذلك الوقت كانت له معارك مهمة في الخمسينيات مثل معركته مع طه حسين وهاجم إحسان عبدالقدوس وهاجم الخيط الرفيع ووصفه بأنه أدب ليس له معني أشار إلي أن طباعة الأعمال الكاملة لفتحي غانم ترد له الاعتبار . فقد تعرضت رواية "تلك الأيام" للتشويه وحذف منها 30 صفحة و"رجل فقد ظله" حذف منها 50 صفحة. ورواية "حكاية تو" تعرضت أيضاً للاستبعاد ونشرت بعد 13 سنة فقد تعرض فتحي غانم لضغط كبير جداً وظل ممنوعاً من الكتابة لفترة طويلة. وهناك أيضاً كتابات كثيرة جداً صحفية ونقدية ويجب أن يعمل لها بلوجرافيا. وقال د. فتحي أبوالعينين : قرأت أعمال فتحي غانم مرتين مرة في صدر الشباب المتوسط ومرة في حقبة أخيرة منذ عدة سنوات مع عقل انضج واستطعت أن أضع يدي علي القضايا الأساسية المهموم بها فتحي غانم وهو مهموم بالتاريخ المعاصر ومهموم بالحقبة الحديثة من الحرب العالمية الأولي. وهمه الأساسي كان قضية العنف والارهاب التي كان يرصدها ويتوقع تصاعدها في المجتمع المصري ليس منذ بداية السبعينيات فحسب وإنما قبل ذلك ويظهر ذلك في رواية "تلك الأيام" وكان فتحي غانم يتعمق في النفس البشرية وسيكولوجيا البشر والتكوينات النفسية للفرد وعلاقته بما يعيشه. وأضاف أبوالعينين : البعض من القراء والنقاد يقيمون نوعاً من المناظرة بين أبطال روايات غانم وبعض الشخصيات الموجودة في الواقع مثل محمد التابعي وهيكل في "تلك الأيام" ومصطفي أمين في "زينب والعرش" وشهدي عطية الشافعي في "حكاية تو" وكان غانم يقول إنه ليس مؤرخاً لسير الحياة وإنما يخلق ساحة للشخصيات باحثاً فيها عن مصيرها. وفي تحليل لرواية "تلك الأيام" قال فتحي أبوالعينين : إنها نشرت مختصرة عن النص الأصلي الذي نشر مسلسلاً والسبب هو المحرر الذي رأي أنه يجب أن يحذف ثلث الرواية لكن الناشر أرجع ذلك لأسباب مادية ويظهر في هذه الرواية اهتمام فتحي غانم بالبعد السيكولوجي كما يفتح فتحي غانم ملف الارهاب منذ هذه الرواية. فالرواية بحث سيكولوجي عميق توقف عنده فتحي غانم محاولاً وضع يده علي الأبعاد والتعبير عن رفض الواقع وما يمارس من قمع للمثقفين. وفتحي غانم لا يبدع روايات بسيطة سطحية وإنما هو مشغول بثنايا النفس البشرية. وحكي يوسف القعيد بعض الأشياء عن فتحي غانم من خلال لقاءاته معه وقال : بداية أحيي د. أحمد مجاهد علي طباعته الأعمال الكاملة لفتحي غانم إذا فكر د. أحمد مجاهد أن يطبع أعمال فتحي غانم في حياته كان سيجد صعوبة في أخذ المخطوطات منه ولم يكن يهتم بطباعة أعماله. وولد فتحي غانم فوق قهوة ريش وقد سألته عن تسمية معظم أبطاله يوسف فأجابني إنه كان له أخ اسمه يوسف ومات وكان مرتبطاً به فقرر أن يسمي كل من يحبهم من أبطال رواياته يوسف. وقد سافر فتحي غانم في الستينيات إلي الاتحاد السوفيتي مع أربعة كتاب آخرين وتمت معاملتهم باحترام شديد وعندما سألهم في موسكو عن هذه المعاملة قالوا لهم إنهم ظنوا أنهم ضباط من المخابرات المصرية. وأخيراً أتمني أن يقرأ فتحي غانم مرة أخري فقد كان مؤرخاً حقيقياً لحركة يوليو رغم أنه كان أحد أعمدتها الأساسية وكانت القضية الأساسية التي تعنيه هي الكتابة. وعن العلاقة بين المبدع والنقاد تحدث ربيع مفتاح وقائلاً : العلاقة بين المبدع والناقد إما أن كلا منهما يكون في اتجاه فكري معين فيحدث نوع من التضاد أو التحامل أو تكون علاقة مجاملة. وعن علاقة فتحي غانم والناقد الراحل فاروق عبدالقادر قال ربيع : العلاقة بينهما كانت علاقة موضوعية يميزها الاعجاب ورغم أنهما من جيلين مختلفين فهذا الفارق الزمني لم يمنع فاروق عبدالقادر من متابعة كل إبداعات فتحي غانم وقد ركز فاروق عبدالقادر علي الرواية عند فتحي غانم ورأي أنه كان قاهرياً محصناً وابناً من أبناء الطبقة المتوسطة ودائماً يرتبط الفن الروائي بكيفية صناعة الشخصية ومعظم الروايات نتذكرها بشخصياتها ونتصور أنها ليست شخصية ورقية وإنما شخصية حقيقية. ورأي فاروق عبدالقادر أن فتحي غانم كان متحاملاً علي الثورة. وبالفعل شهدت مرحلة السبعينيات تحولات كثيرة وبداية بذور الارهاب ورصدت الارهاب باسم الدين.