من المؤكد ان مباريات دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا حملت الكثير من الدروس والعبر التي لابد ان نستفيد منها لمن يريد ان يكون له شأن في عالم كرة القدم ..فقد شاهدنا مباريات حبست انفاسنا معها رغم اننا لانميل لهذا الفريق او ذاك الا من خلال مايمتعنا به من فنون كروية نبحث عنها عندنا ولانجدها ..واعتقد اننا لن نجدها في ظل مانمر به من منعطفات قاسية في كل مناحي حياتنا ..كانت المباريات ذات جاذبية ومضامين تكتيكية وحفلت بدروس عدة في الاصرار والعزيمة وعدم اليأس ورأينا فيها جميع مرادفات الجمال والاثارة والمتعة والتلهف الي اخر اللحظات الاخيرة لنعرف في النهاية من الفائز بعدما انجذبنا لها طوال التسعين دقيقة ..لكل مباراة ..من اهم وابرز تلك الدروس التي يجب ان نقف أمامها ونذاكرها بتمعن وأْلا تمر مرور الكرام ان اردنا الاستفادة كرويا .. تلك الارادة والتصميم والعزيمة وان لكل ثانية في المباراة -أي مباراة -لها ثمنها وقيمتها ويجب ألا تمر دون استثمار .. جلطة سراي التركي أكد لنا انه لايأس مع الكرة مادام هناك أمل باق في تحقيق المعجزة أوالمستحيل حتي وان كان منافسه فريق بحجم ريال مدريد الذي كان متقدما عليه بثلاثة أهداف نظيفة في مباراة الذهاب..حاول و"يزنق" ريال مدريد كثيرا واقترب عن طريق نجمه دروجبا بهدفيه في الشوط الثاني ووضع الريال تحت ضغط عصبي لامثيل له وسجل ثلاثة اهداف لكن النجومية دائما تلعب دورها فحسم رونالدو كل شئ ولم يبق امامنا الا ان نقدم الشكر للاتراك رغم خسارته 2/3. نفس الشئ لبوروسيا دورتموند الالماني الذي جذبنا شيئا فشيئا اليه والي ادائه وفتح ابواب الاثارة علي مصراعيها في مباراته مع ملقه الاسباني وقدم اروع لوحات المتعة في الدقائق الاخيرة عندما سجل هدفين في دقيقتين من الوقت بدلا من الضائع ليسقط الفريق الاسباني بالضربة القاضية ليعطي درسا في الاصرار لمن يريد ان يتعلم . درس اخر استمتعنا به من برشلونة ذلك الفريق الخرافي بنجمه الموهوب ميسي ..الذي غاب عن البداية في مباراته مع باريس سان جيرمان الفرنسي.. نتيجة مباراة الذهاب 2/2 رجحت كفة البارسا ومع ذلك فان الفرنسيين لم يسافروا إلي كتالونيا من اجل ان يقدموا ورقة التأهل علي طبق من ذهب للفريق الاسباني وتقدموا بهدف لو انتهت به المباراة لصعد الفرنسيون الي ان نزل ميسي الذي قلب الطاولة علي رؤوس سان جيرمان بعد دقائق من نزوله ويمتعنا الفريقان بفن كروي من طراز فريد لانراه الا في أوروبا. أهم درس في هذه المباريات مافعله جمهور دورتموند الالماني الذي اعطي درسا كبيرا في فنون التشجيع الكروي الجاد الذي يساند ويدعم ويؤازر ويكون عونا للاعبيه وليس "الدبة" التي قتلت صاحبها مثلما فعل التراس اهلاوي الذي اصبح علامة سوداء في تاريخ التشجيع بعدما كنا متعاطفين معهم في محنتهم لكنهم يعتقدون دائما أنهم فوق القانون وفوق كل ماهو مألوف ..ووضعوا فريقهم في مأزق البحث عن ملعب بعدما لفظتهم كل الاستادات بسببهم .مافعله الالمان لايعبر الا عن رقي هذا الجمهور وتقديرهم لفريقهم ولكل جمهور ينزل عليهم ضيفا..وهذا هو الفرق.