السيد الخميسي واحد من شعراء بورسعيد المعروفين في أقاليم مصر كلها وربما يكون من أكثرهم شغبا ليس حبا في الشغب وإنما لأنه واحد ممن لا يعجبهم "الحال المايل" ولذلك يدخل الكثير من المعارك التي تهدف في النهاية إلي الصالح العام ولأن بورسعيد المدينة الباسلة تمر الآن بظرف استثنائي جاء هذا الحوار الذي لم يخل من شغب وشعور بالأسي علي أحوال الثقافة. * سألته عن العمل الثقافي الآن وكيف ينظر إليه؟ قال الخميسي: العمل الثقافي الجماعي في أزمة الجزء الأكبر منها متعمد بفعل القائمين علي الإشراف علي الثقافة بصفة وظيفية رسمية وبعضه راجع إلي الأدباء أنفسهم خاصة الحقيقيين أصحاب المشاريع الإبداعية الجادة فقد انصرف الناس إلي إبداعهم بعيدا عن المشاكل والصراعات الصغيرة الرخيصة وتركوا الساحة للاشباه وللتجار وعديمي الموهبة وفرح الموظفون بصغار يتقاسمون معهم ما يعتبرونه غنائم ويحققون لهم نشاطا وهميا مريحا علي الورق. خاصة في وسط مناخ سياسي عام كاره للإبداع وطارد له.. لنا الله يا صديقي. * كيف يتواصل المبدعون الآن مع الناس في هذا الظرف الحرج؟ ** نتواصل مع الناس في الميادين ووسط الشباب بصفتنا الثورية لا الأدبية وصدقتني هذا يرضينا ويحقق لنا الاكتفاء الوطني والإبداعي في ظل غياب رسمي يجتمع فيه الناس فقصر الثقافة هدموه من زمن طويل وارتاحوا. * وما هو الدور الذي يقوم به الموظفون في قصور الثقافة في بورسعيد الآن؟ ** يقبضون مرتباتهم ويجتمعون كل صباح في حجرة صغيرة يطلق عليها اسم المكتبة العلمية يوقعون في الصباح ويردون علي النشرات وينصرفون في ميعاد الانصراف وسعداء أنهم يمثلون أنهم يعملون. * وأنت كمبدع كيف تري الوضع الثقافي في المدينة الباسلة الآن وهل هناك من مخرج للأزمة؟ علي المدي القريب لا أظن.. إنهم لا يدعونك إلي نشاطهم الورقي حتي لا تفضحهم.. يدعونك فقط للانتخابات في لحظة التصويت علي مجالسهم حتي يسجلوا موقفا ويثبتوا حضورك ومن الممكن أيضا أن يتبرعوا ويضعوا اسمك بين المرشحين ويسقطوك ويتلذذوا بإيذائك ويضعوك بين اختيارين أحلاهما مر.. وإذا لم تحضر يقولون دعونا ولم يحضر وإذا حضرت تدعم مؤامراتهم وتحقق مرداهم. الواقع الأدبي * حدثني عن الواقع الأدبي الآن في بورسعيد ومدي تواصلكم مع بعضكم البعض؟ ** التواصل بيننا يتم بوصفنا أصدقاء.. كل جيل يتواصل بصفته الإنسانية والإبداعية وهذا خطير ويؤدي إلي سيطرة عصابة قليلة الموهبة لا يهمها سوي تقاسم ما تعتبره غنائم تسيطر وب"الصندوق" علي مقدرات الحركة الإبداعية في المدينة هذا التشظي لا ينتج إبداعا ولا تواصلا بين الأجيال. * أليس المفروض أن يكون أدباء بورسعيد الآن تحديدا علي قلب رجل واحد؟ ** من في مصر الآن علي قلب رجل واحد يا صديقي نحن في زمن التشظي مع اعتبار أن صوت الانتهازيين والتجار دائما أعلي فالأديب الأديب منشغل بالأدب وبهموم الوطن ولا يهتم بالصراعات علي ما يسيء إلي مروءة الشريف.. انظر لما يحدث الآن في اتحاد الكتاب. * بصفة عامة كيف تري مصير الأوضاع في بورسعيد ماذا تتوقع في الأيام القادمة هل تتحسن الأحوال أم يظل المواطنون علي موقفهم الرافض للنظام؟ ** المواطن البورسعيدي يعشق مصر.. لا تنس أنه حفيد الفلاح الذي اختطف من أرضه عنوة ليحفر القناة سخرة.. من هنا في دمه الحر كراهة الظلم والظالمين يمتزج وعشق الوطن والأرض يقول المثل: "لو ذهب البورسعيدي للقابوطي يقول وحياة غربتي.. "وهو" فهلوي جدع فنجري لا يمكن أن ينخدع بالكلام المعسول والوعود الكاذبة.. النظام لا يعرف مفاتيح الشخصية البورسعيدية.. البورسعيدي يتكلم عن الدم والنظام يتكلم عن الرشوة بالمال والمنطقة الحرة.. إنهم لا يعرفوننا إنهم لا يعرفون مصر.. معظم الشعب البورسعيدي صعايدة من "الإشكاربية" الحمالين الذين كانوا يمونون السفن بالفحم أيام كان الفحم هو الوقود السائد.. إننالا نبيع دماء ابنائنا يا صديقي ولا نترك ثأرنا مثل كل صعيدي مصر حر.