"علقمة" أحد أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم .. اعتلت صحته.. وضعفت قوته.. ورقد طريح الفراش.. ينازع الموت .. تجلس زوجته عند رأسه.. باكية العينين .. دامية الفؤاد.. تنظر حاله وهو يحتضر .. تلقنه الشهادتين.. وتكرر قولها : يا "علقمة" قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. ينظر إليها بأسي شديد.. دموعه تنساب علي خديه.. انعقد لسانه عن النطق بكلمة التوحيد.. أسرعت زوجته الي رسول الله صلي الله عليه وسلم تخبره خبر زوجها. أمر رسول الله اربعة من أصحابه : يا علي .. يا بلال .. يا سلمان .. يا عمار بن ياسر قوموا إلي "علقمة" واقرئوه مني السلام ولقنوه الشهادتين . توجهوا بالفعل الي علقمة وحاولوا تلقينه الشهادتين مرارا ولكن لسانه انعقد.. أسرع بلال الي رسول الله صلي الله عليه وسلم يبلغه الخبر.. أمر النبي صلي الله عليه وسلم.. بلال أن يذهب الي أم علقمة وان يبلغها الحضور إليه وإن لم تستطع فإنه سيأتي اليها بنفسه.. ذهب بلال الي أم علقمة مسرعا يبلغها رغبة رسول الله صلي الله عليه وسلم.. فتقول أنا أحق بالسعي الي رسول الله .. وما إن وصلت حتي سألها النبي صلي الله عليه وسلم : يا أم علقمة كيف كان حال علقمة؟ أجابت أم علقمة : كان صواما.. قواما.. يتصدق كثيرا ويفعل الخيرات.. قال النبي صلي الله عليه وسلم إني أسألك عن حاله معك أنت؟ قالت كان يؤثر زوجته علي وكان يطيعها فيما يعصيني فيه.. فأنا عنه غير راضية .. نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلي اصحابه وقال: سخط أم علقمة حجب لسانه عن التوحيد .. اجمعوا حطبا لنحرق به علقمة. صاحت أم علقمة .. فلذة كبدي وثمرة فؤادي تحرقه بين يدي يا رسول الله.. فقال لها: عذاب الله أشد وأبقي .. فإن أردت فاعفي عنه واصفحي قالت: أشهد الله وأشهدك يا رسول الله وأشهد أصحابك الجالسين أني قد عفوت عن ابني . جاء البشير من عند علقمة يقول: انطلق لسان علقمة ونطق بالشهادتين ومات.. ردد النبي صلي الله عليه وسلم : رضيت أمه فانطلق لسانه. حسين عمار المنيا