الفيلم الوثائقي "اسمي ميدان التحرير" الفائز مؤخرا بجائزة مهرجان تونس الدولي للإعلام العربي والجائزة الخاصة لمهرجان موسكو العالمي للأفلام الوثائقية فكرة تاليفه وإخراجه جاءت بالصدفة.. ويتناول الفيلم حكم 30 عاما منذ تولي الرئيس السابق حسني مبارك الحكم ولد في نفس عام تولي الرئيس الحكم وحتي قيام الثورة. الفيلم الذي قدمه السيناريست والمؤلف والمخرج علي الجهيني أشادت به لجنتا التحكيم في مهرجاني تونسوموسكو لقصته الرائعة والمختلفة والممزوجة بالمؤثرات الصوتية والبصرية بعيدا عن النمطية والتقليد.. ثم كان التكريم الأهم من وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود. يقول المخرج علي الجهيني: فكرة الفيلم جاءتني عندما كنت أجلس علي إحدي الكافيهات بالمهندسين وتعرفت علي "الجارسون" الشاب محمد والذي أخبرني أنه من مواليد 1981 نفس السنة التي تولي فيها حسني مبارك الرئيس السابق مقاليد الحكم فولدت لدي فكرة صنع فيلم وثائقي عن الترابط العمري المتداخل بين عمر الشاب الذي يمثل جيل التغيير وفترة حكم حسني مبارك لمصر علي مدار 30 عاما ليجيب الفيلم في النهاية عن سؤال لماذا قامت الثورة المصرية؟! أضاف أن أحداث الفيلم تدور حول ميلاد طفل ومسيرة رئيس وماذا يحمل لهما المستقبل.. فبينما الطفل ينمو ويترعرع في رعاية والديه سنة بعد سنة.. يحكم الرئيس قبضته علي مفاصل الدولة.. الطفل يصل إلي مرحلة الصبا في الوقت الذي يزداد فيه الفساد السياسي.. الطفل يصل إلي مراحل الدراسة الجامعية وقضايا البطالة والفقر وفساد الداخلية تتفاقم في فترة حكم الرئيس السابق حتي كان 10 يونيو 2010 الذي تفجرت فيه قضية خالد سعيد.. وانطلقت شرارة الثورة في وجه الرئيس وظلت تشتعل حتي قيام ثورة 25 يناير .2011 أكد الجهيني أن فيلمه واجه في البداية عراقيل عديدة تمثلت في رفض أسامة هيكل وزير الإعلام الاسبق عرض الفيلم إلا بعد حذف بعض المشاهد الخاصة بالداخلية.. ولكن رفضت لإيماني الشديد بأن الفيلم الوثائقي مثل كتب التاريخ لا يمكن حذف أي شيء منها وبسبب ذلك تعطل. عرض الفيلم حتي تولي اللواء أحمد أنيس وزارة الإعلام الذي وافق علي عرض الفيلم فورا ولم يكتف بذلك بل رشحه لتمثيل مصر في مهرجان موسكو العالمي للأفلام الوثائقية خاصة وأنه أول عمل وثائقي في تاريخ ماسبيرو موضحا أن فريق العمل لم يتقاض أجراً. أضاف: عندما تولي صلاح عبدالمقصود وزارة الإعلام رشح الفيلم لمهرجان تونس الدولي للإعلام العربي وفاز بذهبية المهرجان موضحا أن وزير الإعلام اتفق معي علي عمل فيلم وثائقي جديد تدور أحداثه حول سيكولوجية النظام القديم ولماذا سقط وتتلخص فكرته في مقولة "إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت". الفيلم ليس له علاقة ولا هو جزء ثاني لفيلم "اسمي ميدان التحرير". قال الجهيني إن وزير الإعلام دعمني بالوثائق التي تساعدني علي ذلك. أضاف: أجهز لأربعة أفلام أخري حاليا تتناول جميعها أفكارا جديدة تتعلق بحقوق الإنسان منها فيلم عن "تجارة الأعضاء" ويتناول حكايات واقعية تقشعر لها الأبدان. أضاف أن "اسمي ميدان التحرير" ليس تقليديا وهو من أوائل الأفلام التي حملت هذا الاسم غير عرضه تأخر لتعنت وزير الإعلام الاسبق أسامة هيكل موضحا أن التحرير رمز معنوي لكل الميادين وليس مجرد مكان جغرافي ويحزنني كثيرا ميدان التحرير فقد الآن معناه وطعمه الذي عرفناه إبان الثورة. يري الجهيني أن الفيلم الوثائقي بشكل عام في مصر يواجه مشكلات عديدة أهمها التمويل موضحا أن بعضها يتكلف أكثر من الأفلام السينمائية غير انه اكثر أهمية لأنه يعتبر سفيرا لمصر في الدول الخارجية أكثر من السينما والدراما والفضائيات وقد طالبت وزير الإعلام بدعم هذه الأفلام الهامة باعتباره أكثر المشجعين لها.