تعرضت مصر للطيران منذ إنشائها عام 1932 لأزمات عنيفة كادت تعصف بها.. وحين كانت مؤسسة حكومية كانت الدولة تدعمها ماليا كلما تعرضت لأزمة كبيرة.. لكن بعد تحويلها إلي شركة قابضة وشركات تابعة لها عام 2002 خرجت من الإطار الحكومي ودخلت ضمن شركات قطاع الأعمال يعود عليها والعاملين مكسبها.. وتتحمل خسائرها دون دعم من الحكومة. ولعل من أشهر وأعتي الأزمات التي واجهت مصر للطيران كانت عام 1997 بعد الحادث الإرهابي بالأقصر الذي أطاح بالسياحة في مصر وقتها.. ويذكر الجميع ان طائرات مصر للطيران وقتها خلت بشكل غير عادي من الركاب ولولا تدخل الحكومة وقتها وما قدمته من دعم مالي علي أساس انها كانت مؤسسة حكومية لعجزت عن تسديد مرتبات العاملين.. بل أعلنت افلاسها. والحقيقة ان ما عانته مصر للطيران خلال العامين الأخيرين بعد ثورة 25 يناير يصل إلي درجة الأزمة التي واجهتها بعد تفجيرات الأقصر عام 1997 لكن طائراتها لم تخل من الركاب رغم انخفاض أعدادهم.. والفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالي إلي تحالف النجوم "ستار ألاينس" الذي تتمتع مصر للطيران بعضويته منذ عام 2009 والذي لولاه واتفاقيات المشاركة بالرمز سواء مع الشركات الأعضاء فيه أو الشركات الأخري لسقطت مصر للطيران في شبح الافلاس. إذن نتفق جميعا علي الأهمية الاستراتيجية لبقاء مصر للطيران عضوا في تحالف النجوم "ستار ألاينس" الذي يعد أكبر وأقوي تحالف في العالم. لكن للأسف أصابني وكثيرين الرعب خلال العامين الأخيرين من التراجع الكبيرفي ترتيب مصر للطيران من حيث الكفاءة بين شركات التحالف حتي وصلت إلي حافة الهاوية.. رغم انها كان تحتل المركز السادس وقت انضمامها وتقدمت إلي المركز الرابع عام 2008 حين كان يتولي الطيار توفيق عاصي وقتها رئاسة الشركة.. لكني تنفست الصعداء بعد علمي ان ترتيبها بدأ يتقدم مرة أخري خلال الشهرين الأخيرين. ولا يخفي علي أحد ان السبب الرئيسي في تراجع أي شركة طيران يرجع لسببين رئيسيين هما الصيانة والعنصر البشري المتمثل في العاملين المحتكين مباشرة بالركاب "Front Line" كموظفي الحجز والضيافة والعاملين بالمحطات والعلاقات العامة الذين يتدني مستواهم ليس عيبا فيهم ولكن بسبب تدني مستوي التدريب الذي نتمني أن يكون علي رأس أولويات المرحلة الراهنة. ويبقي أن نؤكد علي اتفاقي في الرأي مع الطيار توفيق عاصي ان عضوية مصر للطيران في تحالف ستار يعد أحد أهم أصول الشركة. وعمار يا مصر!