التجربة الماليزية من التجارب الرائدة الجديرة بالاحترام والدراسة فقد حققت قفزات تنموية متميزة حتي أصبحت نموذجاً للنهضة المعاصرة بمواصفات ومرجعية إسلامية وسطية بعيداً عن الانبهار بالشرق أو بعلمانية الغرب. ومن يطالع مسيرة النهضة الماليزية يقف أمام عدة مشاهد ورسائل قادمة من العاصمة كوالالمبور إلي القاهرة ولمن يهمه الأمر.. فمن أهم أسباب نجاح ماليزيا عبقرية د. مهاتير محمد صانع النهضة فقد تولي رئاسة الوزراء في يوليو 1981. واستطاع تغيير وجه بلاده. وبدت عبقريته في توحيد الفرقاء والايدولوجيات وامتلاك رؤية تنموية شاملة حتي أصبحت ماليزيا في مصاف الدول المتقدمة ورابع قوة اقتصادية في آسيا بعد الصين واليابان والهند. ومركزاً اقتصادياً عالمياً ولها تجارب رائدة في صناديق الاستثمار الإسلامي والتنمية المستدامة. ورغم أن ماليزيا من البلاد متعددة الأعراق فقد استطاع د. مهاتير بحكمته استيعاب الجميع وتجاوز الخلافات وغرس إرادة التغيير والنهوض وانطلق في عدة محاور من بينها التعليم. والتصنيع. والعمل الجماعي. والانتماء للوطن. وفي أثناء زيارته لمصر عام 2002م قال إنه استوحي فكر الدولة الجديدة من فكر محمد علي باشا! وفي 31 أكتوبر 2003م قرر الزعيم الماليزي الانسحاب من السلطة وهو في قمة مجده واعتزل الحياة السياسية. تاركاً الفرصة لغيره للمساهمة في بناء ماليزيا الحديثة. والتي أصبحت الآن مصدر فخر وعزة للأمة الإسلامية. النتيجة الطبيعية لهذا التطور انخفاض نسبة السكان تحت خط الفقر من 52% في عام 1970. إلي 5% فقط في عام 2002. وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من 150 دولاراً في عام 1970 إلي ما يزيد علي 16 ألف دولار في عام 2012. وانخفضت نسبة البطالة إلي 2% واحتفلت ماليزيا في عام 2011 بمحو أمية آخر مواطن. ما نتمناه أن تكون زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب تون عبدالرزاق مؤخراً فرصة لزيادة الاستثمارات الماليزية في مصر. ومحطة البداية للاستفادة من التجربة الماليزية.