بعد أقل من 24 ساعة ساد الهدوء من جديد محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير.. وعادت الحياة لطبيعتها بعد أحداث عنف واشتباكات دامية الليلة قبل الماضية.. هاجم خلالها مثيرو الشغب قصر الرئاسة بالمولوتوف والخرطوش. وشتان الفرق بين المشهد الليلة الماضية.. والليلة قبل الماضية.. قوات الأمن تراجعت إلي داخل سور القصر.. حركة المرور طبيعية جداً.. المواطنون بالمنطقة يمارسون حياتهم بشكل طبيعي.. وإن كانوا متأثرين بدخان القنابل المسيلة للدموع. وفي التحرير تجمع عشرات المتظاهرين بالإضافة إلي المعتصمين ودارت بينهم مناقشات مستفيضة حول الأحداث التي شهدتها القاهرة والمحافظات وتأثيرها علي الاقتصاد.. وانقسموا بين مؤيد ومعارض لفكرة العصيان المدني. أعلن متظاهرو الاتحادية والتحرير رفضهم لكل أعمال العنف.. والتزامهم بالسلمية التي تميزت بها الثورة منذ بدايتها وحتي الآن. قالوا ل "المساء": إنهم طردوا مثيري الشغب والبلطجية من الصبية والملثمين الذين جاءوا يحملون زجاجات المولوتوف والحجارة من أمام القصر. أضافوا أن غلق مجمع التحرير أمام الجماهير عمل تخريبي يضر بمصلحة المواطنين.. ويؤدي إلي سقوط البلد في الفوضي ويزيد من الأزمات. يقول محمد أحمد وزكريا عبدالشافي وإبراهيم عبدالستار "معتصمون أمام الاتحادية" إن الهجوم علي قصر الرئاسة في الاتحادية بالمولوتوف والطوب يسقط هيبة الدولة.. ولا يوجد قصر رئاسي في العالم يتظاهر أمامه المواطنون بالمولوتوف والخرطوش.. ولكن دائماً تكون تظاهراتهم سلمية بعيداً عن أعمال العنف والتخريب. أضافوا أنهم مع شرعية الرئيس مرسي ويرفضون اسقاطه.. لأنه رئيس منتخب وجاء بإرادة شعبية ومن خلال صندوق انتخابي. أوضحوا أنهم يريدون فقط من الرئيس التجاوب مع مطالب الشارع بتغيير حكومة د.هشام قنديل لفشلها الذريع في إدارة البلاد.. بالإضافة إلي القصاص العادل للشهداء وتحقيق مطالب الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية" وعودة الأمن للشارع الذي تضربه الفوضي ويسيطر عليه البلطجية. تقول زينب علي.. وأحمد أبوالعباس إن قصر الرئاسة ملك للشعب ولن نقبل أي مساس به وسوف نتصدي لمثيري الشغب والمخربين. أضافا: حتي لو اختلفنا مع سياسات الرئيس محمد مرسي واعترضنا علي ممارسات جماعة الإخوان ومحاولة سيطرتهم علي مفاصل الدولة.. فلن نسمح علي الاطلاق بأعمال التخريب والشغب التي يريد مرتكبوها ومن وراءهم زيادة اشتعال الأوضاع والأزمات.. وسنظل نساند شرعية الرئيس مرسي. اتفقت فاتن إبراهيم وخالد إمام وشوقي سلام أن التحرير سيظل رمز الثورة المصرية والمكان الذي تنطلق منه أصوات الثوار.. للنهوض بالبلاد.. مؤكدين رفضهم التظاهر أمام الاتحادية وارتكاب أعمال فوضي وشغب.. وأعلنوا رفضهم لحكومة قنديل وقراراتها غير المدروسة ومنها 3 أرغفة لكل مواطن. أضافوا أن غلق مجمع التحرير عمل تخريبي ويضر بحوالي 70% من المصريين ويؤدي إلي أزمات للمواطنين.. وطالبوا المعتصمين أمامه بإعادة فتحه والاحتكام لصوت العقل قبل أن تتفاقم الأمور بينهم وبين المواطنين المترددين علي المجمع.. مؤكدين رفضهم لفكرة العصيان المدني. وقد ساد الظلام الميدان الليلة الماضية لانقطاع التيار الكهربائي.. باستثناء الصينية الوسطي.