** من المعروف علميا وعمليا أن الطفل يأخذ ويتعلم ويتفاعل بسرعة مذهلة كما أن حصيلة ما يتلقفه من معلومات ما بين الفطام وسن البلوغ تفوق كل ما يتلقاه بعد ذلك من علم ومعرفة بقية عمره كذلك فإن الرسوم المتحركة تقوم بتلقين الطفل أكبر ما يمكن من معلومات وتنفذ لسمع الطفل وفؤاده وتنقش فيه نقشا.. الرسوم المتحركة لها ايجابيات وسلبيات ومن ايجابياتها مثلا انها تنمي خيال الطفل وتغذي قدراته وتزوده بمعلومات ثقافية منتقاه وتسارع بالعملية التعلمية مثل بعض الأفلام الكارتونية التي تسلط الضوء علي بيئات جغرافية أو قضايا علمية مثل سفن الفضاء مما يكسب الطفل معارف متقدمة في مرحلة مبكرة فضلا عن تقديم لغة عربية فصيحة وهو ما يفتقده في محيط الأسرة مما ييسر له تصحيح النطق وتقديم اللسان وتجويد اللغة العربية كما أنها تلبي بعض احتياجات الطفل النفسية وتشبع غرائز عديدة مثل غريزة حب الاستطلاع وتجعله يستكشف في كل يوم جديدا وكذلك غريزة المنافسة والمسابقة فتجعله يطمح للنجاح ويسعي للفوز. أم السلبيات التي تنتج من مشاهدة الرسوم المتحركة فالتلقي والمشاركة من خلال مشاهدة الأحداث دون المشاركة فيها والعمل علي إعادة النمو المعرفي الطبيعي والذي يأتي من خلال استخدام الحواس ولكن الكارتون يكتفي بالسمع والرؤية ولا تمل مشاهدته علي شحذ الحواس الأخري وترقيتها عند الطفل.. وهناك ضرر جسيم علي الصحة من كثرة مشاهدة تلك الأفلام عبر التليفزيون نتيجة الجلوس لفترات طويلة واستدامة النظر لشاشة التليفزيون واضرارها علي العينين كما يحدث تقليص لدرجة التفاعل بين افراد الاسرة وعدم التخاطب معا.. الأمر الأخطر هو تقديم مفاهيم فكرية وعادات وتقاليد لمجتمعاتنا وديننا والتي تبث عبر الرسوم المتحركة. لقد أثبت علماء وأساتذة علم الاجتماع والطب النفسي ان أفلام الكارتون تساهم بشكل كبير في زيادة وبث الأخلاق السيئة والعنف والعصيان والجريمة وتؤثر في نفسياتهم واتجاهاتهم.. فهل بعد ذلك نترك أطفالنا لشاشات التليفزيون لمشاهدة الرسوم المتحركة رغم انها تحظي بجاذبية ولكن تأثيرها السلبي كبير وكبير جدا.