حالة من الهدوء الحذر سادت شوارع الإسكندرية استعداداً لجمعة "الرحيل".. الهدوء الذي يشوبه الحذر جاء بعد أن قامت ثلاثة تشكيلات من الأمن المركزي بمحاصرة منطقة مسجد القائد إبراهيم وهو ما ترتب عليه صعوبة التجمع أوالتظاهر في ظل التواجد الأمني غير المسبوق وقد اعقب ذلك تعليقات جارحة ومهاجمة لقيادات مديرية الأمن قام المتظاهرون بكتابتها علي حوائط عقارات الكورنيش واسوار مسرح عبدالوهاب وكوته.. ولعل سوء الاحوال الجوية الذي تتعرض له الاسكندرية من أمطار متفرقة وبرودة في الجو جعل تجمعات الشباب أكبر علي المقاهي وليس بالشوارع. وكالعادة فإن حالة التفرق بين القوي السياسية والائتلافات الشبابية وعدم وجود قائد يلتف الجميع حوله جعل لكل مجموعة أجندة التحركات الخاصة بها بالاضافة إلي عدم توقع لما ستشهده مظاهرة "جمعة الرحيل" اليوم وكأنها أشبه بقراءة الفنجان وكل الخطط متوقفه علي "الحشد" في ظل عدم القدرة علي توقع الأعداد المشاركة مسبقاً. من ناحية أخري تسود حالة من الحذر بين القوي الشبابية خوفاً من وجود مندسين لنقل أخبارهم وتحركاتهم خلال المرحلة القادمة وأصبحت صيغة التخوين سائدة بين الجميع بعد مهاجمة البلطجية للتجمعات الشبابية وللمعتصمين أول أمس. أمام مسجد القائد. في سياق متصل بدأت الأحزاب والائتلافات الاعلان عن مشاركتها في التظاهر حيث اعلنت حركة "تغيير" عن مشاركتها في جمعة الرحيل ودعت الحركة المواطنين الشرفاء للخروج في المظاهرة وأكد "أيهاب القسطاوي" المنسق العام للحركة. أن المشهد أصبح غاية في الخطورة ومصر ترتد للخلف. أما حزب التجمع فقد أعلن عن المشاركة أيضاً في المظاهرة وأكد "أحمد شعبان" أمين الحزب وعضو جبهة الانقاذ عن الحزب ان أعضاء الجبهة سيشاركون في مسيرتين إحداهما سنتطلق من مسجد القائد ابراهيم والثانية من ميدان فيكتوريا وسيرتدي الغالبية العظمي من شبابنا ملابس البلاك بلوك السوداء حتي النساء سيرتدين السوداء للإعلان عن رفضهن قرار النائب العام. وإذا أراد الأمن القبض علينا فجميعنا فداء مصر. أيضا سنضع علامات مميزة بنا وسنرفع أعلاماً خاصة ولافتات قمنا بإعدادها مسبقا ولن نسمح للمندسين بالدخول بيننا حيث ان هناك لجاناً لتأمين المظاهرة. أما حزب "المصريين الأحرار" فقد أعلن عن مشاركته في الاحتجاج السلمي واستنكر الحزب السياسات الخاطئة التي أدت إلي اشتعال الشارع المصري مثل تعيين النائب العام وعدم استقلال القضاة ومحاباة الشرطة. وكان لحركة "اليسار" موقف مغاير حيث أعلن شباب اليسار رفضهم لمبادرات حزب النور والأزهر وجبهة الانقاذ ومعلنين عن مواصلة الفعاليات ضد ما مارسته الشرطة من عنف ضد المتظاهرين. ودعت حركة 6 أبريل للاحتشاد بمسجد القائد إبراهيم والانطلاق في مسيرة بعد الصلاة والمطالبة بحقوق الشهداء واستكمال مطالب الثورة وأول هدفها عيش حرية وعدالة اجتماعية وأكد "محمود الخطيب" المتحدث الاعلامي باسم حركة "6 أبريل" علي أن النظام لم يتغير بل تغيرت الأقنعة ومازالت مصر تعاني من القمع والاستبداد وتعاني من الفقر والجهل والمرض والكوارث واملنا وطموحنا هو وطن نظيف وخال من الفساد والظلم. أما التيار الشعبي المصري بالاسكندرية فقد طالب أيضاً بضرورة التواجد بساحة مسجد القائد ابراهيم خاصة بعد اعتقال احد اعضائه وهو "محمد الجندي" خلال عودته من مسيرة السيدة زينب واختائه في مكان مجهول ووجه التيار رسالة لوزارة الداخلية طالب فيها بالانحياز إلي الشعب. قام عدد من الأفراد ببدء حملة نبذ العنف تحت عنوان "اسكندرية بلا عنف" بالاجتماع علي سلالم مكتبة الاسكندرية وأكد المشاركون علي أنهم سيقومون بحملة رسم علي الجداريات لنبد العنف.. وتنظيف الحدائق وإقامة مؤتمر شبابي لكافة الأطياف الشبابية للوصول إلي اتفاق موحد وتوحيد وجهات النظر بين الشباب. وكانت قوات الأمن المركزي قد بدأت في الانتشار أمام المجلس المحلي والطرق المؤدية إلية مرة أخري خوفاً من معاودة الهجوم عليه خلال مظاهرات الجمعة.