شهدت ورشة العمل الاقليمية التي نظمها المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع المعهد العربي لانماء المدن مناقشات ساخنة حول عمالة الأطفال في مصر. طالب المشاركون بضرورة وضع استراتيجية جديدة لانقاذ أطفال الشوارع بعد ان زاد عددهم خلال الفترة الأخيرة وأصبحوا يمثلون قنبلة موقوتة تهدد المجتمع المصري كله. كشفت سميحة عبدالرحمن سليمان مدير إدارة التفتيش علي عمل الطفل عن مشروع تتبناه الوزارة لتدريب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سن 14 18 سنة والباحثين عن فرصة عمل مع مراعاة تدريبهم علي مهن آمنة أشارت الي انه يتم تسجيل الأطفال بمكاتب القوي العاملة التي تتولي بدورها الحاق هؤلاء الصبية بالورش والمنشآت الصناعية وفق عقد تدرج مهني من ثلاث نسخ يعطي نسخة لكل من ولي أمر الصبي والمنشأة ومديرية القوي العاملة ويحدد في هذا العقد مدة تعلم المهنة أو الصنعة ومراحلها والمكافأة في كل مرحلة. أكدت أن مدة هذا التدريب تتراوح ما بين عامين الي ثلاث سنوات يتم خلالها اختيار المتدرب كل ثمانية أشهر للوقوف علي مدي تقدمه في المهنة ليتنقل بعدها الي المرحلة التالية مشيرة الي انه سيتم تعيين خريجي هذا النظام في المنشآت التي تدربوا بها متي تسمح ظروف العمل بذلك. رفع الظلم أشار الدكتور نصر السيد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة: الي ضرورة تبني استراتيجية جديدة لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع والقضاء عليها لرفع الظلم عنهم من خلال إعادة دمجهم في المجتمع وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لبعض الأسر الي يمكن ان تكون اضافة ايجابية لعودة الطفل لأسرته. أوضح انه سيتم تقديم الدعم الفني ببناء قدرات الأطفال في بعض الحرف والمهارات لتمكينهم من الانخراط في سوق العمل. أكد الدكتور عبدالسلام السليمان مدير برنامج الأطفال والشباب للمعهد العربي لانماء المدن: انه تم تنفيذ نشاطات عديدة بمصر بالشراكة مع المجلس القومي للطفولة الأمومة خلال الفترة من 2010 2012 في التصدي لظاهرة أطفال الشارع في القاهرة من خلال دراسة ظاهرة أطفال الشارع وإعداد دراسة تحليلية لأدوار الشركاء المعنيين والمساهمة في انشاء شبكة للمنظمات العاملة مع أطفال الشارع. مشيرا الي انه سيتم تنفيذ انشطة جديدة تتعلق بأطفال وشباب الشارع خلال عام 2013 في القاهرة بالتعاون مع محافظة القاهرة والمجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة انقاذ الطفولة واليونيسيف وشركائنا الآخرين تشمل تصميم وتنفيذ برنامجه استرشادي لبناء قدرات شباب الشارع في القاهرة من سن 15 18 عاما وربطهم بسوق العمل علي ان يتضمن ذلك تدخل نفسي واجتماعي وآليات لمتابعة البرنامج وتقييمه واجراء مسح لسوق العمل للتعرف علي القطاعات الاقتصادية الواعدة والفرص المتاحة لاستيعاب هذه الشريحة من الشباب. كشف عصام برهام وكيل وزارة الشئون الاجتماعية بالقاهرة: عن ان هناك طفل شارع كل 27 دقيقة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وتؤثر علي زيادة نسبة التسرب من التعليم. طالب بضرورة توحد كل الجهود للخروج من هذه المشكلة الخطيرة التي تهدد البلاد. بنات الشوارع حذرت سمية الألفي بالمجلس القوم للطفولة والأمومة: من تزايد اعداد بنات الشوارع خلال الفترة الماضية نتيجة تدهور الظروف المعيشية وتزايد نسب البطالة وزيادة حجم الفقر. أشارت الي ان المجلس يسعي لمساعدة الأسر الفقيرة من خلال تقديم قروض صغيرة لاقامة مشروعات بالتعاون مع مؤسسات صندوق التنمية الاجتماعية والصندوق الاجتماعي. يشير المهندس رشاد عبدالحميد مدير ادارة اصلاح التعليم الفني بوزارة الصناعة: الي ان هناك مشروعا يتم تنفيذه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ساهم في توفير 114 ألف فرصة للصبية والفتيات وتأهيلهم نفسيا ومعنويا. يري العميد مجدي عبدالمنعم مدير ادارة المعلومات بوزارة الداخلية: ان المشكلة الأساسية تتمثل في عدم وجود احصائية تؤكد علي عدد أطفال الشوارع في مصر. الجمعيات الأهلية تكشف الدكتورة عبلة البدري أمين عام جمعية قرية الأمل: عن تأثر دور الجمعيات الأهلية في مساعدة أطفال الشوارع نتيجة ضعف التمويل بعد الثورة مما أدي الي خفض عدد الموظفين العاملين بالجمعية وبالتالي ضعف الخدمات المقدمة لأطفال الشوارع خاصة في مجال تزويج الفتيات. يتفق معها أمير سمير المسئول بجمعية الهيئة القبطية الانجيلية مؤكدا: علي ضرورة دعم هذه الجمعيات للقيام بدورها في برامج تأهيل أطفال الشوارع والتأهيل النفسي والاجتماعي وكيفية الحصول علي حقوقهم. أشار الي انه رغم الظروف الحالية فإن الجمعية تقوم برفع مهارات الأطفال وتعليمهم الكتابة والقراءة. يري هاني وديع مدير مشروع أطفال بلا مأوي: ان المشكلة الآن تكمن في التمويل مؤكدا ان تدريب الطفل الواحد يبلغ 2500 جنيه. رؤية سياسية تقول الإعلامية فاطمة الكسياني: انه لا توجد رؤية سياسية لحل هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد البلاد مشيرة الي انه اذا كان عددهم الآن يبلغ 2 مليون أو 3 ملايين طفل فمن الممكن ان يزيد العدد خلال السنوات القادمة الي 6 ملايين طفل مؤكدة علي ضرورة تبني مشروع قومي لمواجهة الظاهرة علي قرار مشروع "57357" تؤكد نيفين عثمان مديرة برنامج الأغذية المتحدة علي عدم وجود استراتيجية واضحة لمواجهة اطفال الشوارع وطالبت بتفعيل قانون الطفل لحماية الأطفال وتقديم الخدمات التعليمية لهم الي جانب التدريب المهني. تشير عزيزة حلمي الخبيرة بالتنمية البشرية الي قلة عدد الجمعيات العاملة في مجال أطفال الشوارع مؤكدة علي ضرورة التحرك بسرعة لوضع استراتيجية حقيقية للقضاء علي هذه الظاهرة أو الحد منها علي الأقل. يشير أشرف عبدالمنعم المتخصص في قضايا أطفال الشوارع: الي ضرورة سن قانون جديد ورادع لمواجهة الظاهرة من خلال النص علي عقوبات رادعة لكل من يستغل أطفال الشوارع. تطالب إيمان عبدالرحمن بالمجلس العربي للطفولة بضرورة إعادة رصد شخصية طفل الشارع والتعرف علي مشاكله ووضع سبل حمايته وانقاذه.