الحفل الذي أقيم في المسرح الصغير بدار الأوبرا بالتعاون مع سفارة كوريا وأحياه مجموعة بيتيفول مايند للموسيقي يعد من الأحداث الهامة علي المستويين الفني والإنساني واستطاعت هذه المجموعة أن تدخل البهجة علي الحاضرين وتكسر حاجز التوتر الذي يملأ النفوس. المجموعة الموسيقية تابعة لمنظمة بيتفول مايند الخيرية وهي منظمة إنسانية للأعمال الخيرية تأسست في الولاياتالمتحدة في سبتمبر عام 2006 وفي هونج كونج في نوفمبر من نفس العام وفي كوريا في مارس 2007 وهذه الفرقة الخيرية شعارها "إذا أردت أن تضحي وتمنح لا تنتظر شيئاً في المقابل. والموسيقي أداتها من أجل نشر ثقافة الحب والتسامح بين البشر. ومد يد العون والعطاء إلي كل إنسان بغض النظر عن جنسيته أو لونه في كافة أنحاء العالم وهي تقوم بالتبرع بجميع إيرادات أنشطتها لخدمة المجتمع والجمعيات الخيرية. الحفل الذي شاهدناه جاء بعنوان "الهارموني الجميل للحب والسلام" وقدمت من خلاله الفرقة برنامجاً تكون من 9 فقرات تنوعت بين الموسيقي الكلاسيكية والتقليدية الكورية التي نتعرف عليها لأول مرة والجديد الذي يثير الانتباه وأيضا الإعجاب هذا التمازج الجيد والمبتكر بين الآلات الكلاسيكية والتقليدية الذي تم تقديمه في بعض الفقرات. تتكون الفرقة من 8 عازفين يرأسهم عازف التشيللو باي الهوان الذي شارك في عدد من الفقرات وكان واضحاً أن له دوراً أيضا في إعادة صياغة لبعض المقطوعات وقد نجح في ترتيب فقرات البرنامج حيث كانت البداية مع مقطوعة رقصة مجرية رقم 1 لبرامز وهي قطعة كلاسيكية معروفة قدم عازفو الآلات أنفسهم من خلالها ليدللوا علي مهاراتهم قبل الانخراط في تقديم المقطوعات المحلية والتي لا يستطيع أن يحكم عليها إلا أبناء كوريا.. وهذه المقطوعة أدتها عازفة البيانو شونج يونجها وعازفة الكمان جونج يومين وعازف التشيللو الهوان أما المقطوعة الثانية عزفها علي آلة الجيتار الكلاسيكي المنفرد العازف سيوه جونسهيل وكانت أيضا من الأعمال العالمية "ريكوردس ديلا الهامبرا" لتاريجا كما شارك نفس العازف في المقطوعة الثالثة مع عازفي التشيللو والكمان أما الفقرات التقليدية فكانت مصحوبة بالغناء من المغنية شاس وجونج وتعرفنا علي آلة الجيا جيوم التي عزفت عليها كواك غيوناه وآلة هايجيوم وعزفت عليها بارك هيجين والعازفات الثلاث تناوبن العزف علي الطبلة الكورية. مفاجأة الحفل كان العازف كيم كيونج ميم الذي عزف علي البيانو ببراعة رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث إنه مصاب بشلل دماغي وهو واحد من الذين خضعوا لبرامج تدريبية تعدها هذه الفرقة الخيرية للمعاقين لمساعدتهم علي الاندماج في المجتمع عن طريق الموسيقي.. ختام الحفل شارك فيه جميع العازفين وقدموا أغنية كورية صفق علي نغماتها كل الحاضرين أما الجالية الكورية كانت تردد كلماتها مع المغنية ثم كانت المقطوعة الأخيرة في الحفل الأغنية المصرية "علشان لازم نكون مع بعض" التي أدتها الفرقة الموسيقية بدون كلمات ولكن بتوزيع جميل تحققت فيه عنوان الحفل الهارموني الجميل للحب والسلام.. وأخيراً لا يمكن أن نذكر رحلة هذه الفرقة الخيرية لمصر ولا نذكر حفلها الفني لنزلاء مستشفي سرطان الأطفال 57357. علي مسرح المستشفي والذي امتلأت جنباته بالأطفال وذويهم. نالت الفقرات الموسيقية التي قدمتها الفرقة إعجاباً شديداً من جانب الأطفال ولاسيما عازف البيانو كيم كيونج مين والذي رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أنه تمكن من قهر إعاقته وأصبح أحد أمهر العازفين ليضرب بذلك مثلاً للأطفال في القدرة علي تحدي المرض. وفي نهاية الحفل قامت الفرقة بتوزيع مجموعة من الهدايا والألعاب علي الأطفال الحضور. وكذلك الأطفال الموجودين داخل المستشفي وذلك خلال جولة تفقدية لأجنحة وأقسام المستشفي. في تجسيد واضح لمعاني العطاء والتآلف وفي توظيف إنساني بارع للموسيقي الجادة.