أكد الرئيس محمد مرسي أن قناة السويس مصرية الانتفاع والامتداد والانتماء ومصرية الإدارة. وأنها كانت وستبقي وستمتد ملكا لمصر وأبنائها وأحفادها. قال مرسي في كلمة له خلال افتتاحه عددا من المشروعات بمركز التدريب والمحاكاة البحري التابع لهيئة قناة السويس بالإسماعيلية - إنه يدرس حاليا مشروع قناة السويس الالكترونية. وهو عبور الخط الرابط بين جنوب وشرق العالم الكترونيا عبر محور الكتروني بكابلات. أشار إلي أن المشروع سيكون ضخما. وأوشك علي الانتهاء منه. وسوف يمثل إضافة حقيقية لتنمية تكنولوجية بلغة العصر. وقال الرئيس مرسي إنه كان يحلم بأن تكون قناة السويس محورا تنمويا أثناء حملته الانتخابية في مايو الماضي مؤكدا أنه سيعمل خلال الفترة القصيرة المقبلة ليصبح هذا الحلم واقعا لكل شعب مصر. أوضح أن موارد سيناء من الكبريت والفحم والمعادن الغالية النفيسة وإمكانيات التنمية الزراعية والتصنيع الزراعي والمياه الجوفية تضيف إلي موارد مصر. وهذا الشريان الحيوي الذي يوازي نهر النيل. يؤكد مصرية قناة السويس بكل مكوناتها وتاريخها وحاضرها وواقعها ومستقبلها. فقد حفرها الأجداد وعبروها. تابع مرسي إننا ننطلق هذه الأيام لتكون لنا نهضة حقيقية علي طول قناة السويس التي تمتد علي مسافة 200 كيلومتر لتصبح بداية لعبورنا الثالث. حيث سيتم إنشاء وادي السليكون. وسيتم خلال المشروع توفير دعم لوجيستي للسفن العابرة للقناة¢.. منوها بأن القانون الخاص بمشروع تنمية محور قناة السويس علي وشك الانتهاء ثم سيتم إرساله لمجلس الشوري ليبدأ بعدها تفعيله. قال إن حفر قناة السويس تم بوسائل بدائية. وكان معجزة. ورأينا بعد ذلك كيف توالت المعجزات وأن المانع المائي يسهل عبوره. حيث حدثت معجزة عبور الجيش المصري هذا المانع في حرب 1973 الذي نفخر ونفاخر به. أضاف نحن دائما في هذه المناسبات نستعيد بالافتخار والانتماء تاريخيا الذي أسهم في حضارة هذا العالم لنكون مستعدين بإراداتنا وسواعدنا وقواتنا المسلحة ودورها. لننسج نسيجا واحدا ضمن منظومة متكاملة تشمل قناة السويس ومحورها والاضافات التي ستتم علي هذا المحور.. مشددا علي أن الجيش إرادته دائما ماضية من أجل خدمة هذا الوطن. شدد الرئيس مرسي علي أن قناة السويس لا يمكن أن تكون غير مصرية الموقع والانتماء والإدارة والإرادة. ولا أحد يملك علي الإطلاق في مصر أو غيرها أن يقول غير ذلك. قال مرسي إن مصر تحمي أشقاءها ولا تتدخل في شئونهم الداخلية. ولا مجال أبدا للحديث عن تفرقة أو نفوذ أو تراجع منا علي أحد. نحن نحب الحرية لأنفسنا ولغيرنا. ونتواصل مع إخواننا الفلسطينيين لندعم قراراتهم. ونفتح أبواب المعونة والعون لهم مضيفا "إن مصر برجالها وقيادتها وشعبها وما تملكه من إمكانات وموارد تعد إضافة لإخوانها". أوضح أن نهر النيل سيشهد نموذجا للتطوير يوازي تنمية محور قناة السويس وشواطئ البحر المتوسط .. مشيرا إلي أن هذا العالم متغير بسرعة. ولا مجال لإضاعة الوقت في الأزمات. قال إن محافظات القناة "بورسعيد والسويس والإسماعيلية" وما شهدته من مواقف وحروب في أعوام "1956 و1967 و1973" أوجدت فينا ذكريات. وأعملت فينا العقل والإرادة عبر قناة السويس بامتداد سيناء.. مضيفا إن عبورنا الآن وحضارتنا الحقيقية واستقرارنا بالتاريخ والأجداد والانتصار ضد أي اعتداء. جعل العالم كله ينطق بمصر وتاريخها. ذكر مرسي أن التاريخ رصد كيف دخل الإسلام مصر علي يد عمرو بن العاص عبر رفح والعريش وكيف أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أرسل لابن العاص قائلا إذا كنت لم تدخل مصر بعد فلا تدخلها.. مشيرا الي أن ابن العاص كان يتمني دخول مصر و عندما سأل دليله هل تجاوزنا الحدود أجابه بنعم. ثم قال ابن العاص "المساء عيد" قاصدا ان هذه ليلة عيد. وهو الطريق الذي سمي فيما بعد بالمساعيد. من جانبه رحب الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بحضور الرئيس محمد مرسي لمبني القناة هذا الصرح الشامخ رمز الوطنية المصرية الخالصة وقال مميش إن هذه قناتنا وقناة أجدادنا وأولادنا أحفادنا وقناة كل المصريين جيلا بعد جيل حفرها أجدادنا بسواعدهم ليصنعوا لنا التاريخ بل للعالم أجمع وليبدروا لنا بذور الخير فهي شريان الخير والحياة للاقتصاد القومي المصري . اشار إلي ان قناة السويس اشترك في حفرها ما يقرب من مليون مصري في وقت كان تعداد سكان مصر لا يتجاوز 5 ملايين واستشهد منهم خلال الحفر ما يزيد علي 100 الف شهيد من عام 1859 إلي عام ..1869 قائلا: هؤلاء هم المصريون العظماء الذين حفروا القناة في 10 سنوات فربطوا شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه ليسهل التبادل التجاري بين دول العالم لصالح الانسانية جمعاء. قال مميش إن قناة السويس ترجع لعبقرية الموقع. والذي اعطي لها أهمية استراتيجية واقتصادية وسياسية وعسكرية وارتبطت الحروب والصراعات التي خاضتها مصر في أعوام 56 و67 و73 بها كما ارتبطت قصص وبطولات الشعب والجيش المصري والشرطة المصرية ببورسعيد الباسلة عام .56 قال الفريق مميش "إن القناة هي تاريخ مصر والمصريين. وهي أهرامات مصر الحديثة وهي وديعة الأجداد للأبناء والأحفاد وها نحن مقبلون علي حقبة اقتصادية جديدة في تاريخ مصر تنطلق ملامحها من اقليم قناة السويس. وبالفعل بدأ التخطيط لمشروع تنمية إقليم قناة السويس". وبدوره.. استعرض المهندس أحمد المناخلي عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس مراحل وخطوات إنشاء القناة.. موضحا أن مصر هي أول دولة شقت قناة صناعية تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط عبر النيل في عهد الملك سنوسرت الثالث أحد ملوك مصر القديمة ثم أعيد حفرها في عهد سيتي الأول. ثم تم حفر قناة نخاو الثاني في عام 610 قبل الميلاد. ثم قناة دارا الأول 510 قبل الميلاد. ثم قناة الامبراطور الروماني تراجان 117 ميلادية. ثم قناة أمير المؤمنين التي أنشاها عمرو بن العاص عقب الفتح الاسلامي عام 642 ميلادية وهي آخر قناة لتوصيل البحرين عبر النيل. أشار المناخلي إلي الأهمية الاقتصادية لقناة السويس.. مؤكدا أنها تحقق وفرا في المسافة بين الشرق والغرب الي جانب توفير الوقود والعمالة ومعدلات الإهلاك بالاضافة الي توفير عنصر الوقت. عقب ذلك توجه الرئيس مرسي الي غرف التدريب حيث شاهد مرور إحدي المناورات ثم غادر المبني المحاكي متوجها الي المرسي. حيث قام برفع العلم علي الوحدات البحرية المنضمة حديثا الي هيئة قناة السويس وهما القاطرتان "مساعد 2 ومساعد 3". ثم قام بعد ذلك بجولة بحرية حيث أطلقت الوحدات البحرية المصاحبة أبواقها تحية له كما حيت الوحدات والسفن التي تصادف عبورها المجري الملاحي موكب الرئيس الذي أبدلها التحية. حضر الاحتفالية وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي. ووزراء النقل الدكتور حاتم عبداللطيف والمالية المرسي حجازي والاسكان الدكتور طارق وفيق ومحافظو اقليم القناة اللواء جمال امبابي محافظ الاسماعيلية واللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد واللواء سمير عجلان محافظ السويس وقادة الجيشين الثاني والثالث. ورؤساء وعمداء كليات جامعة قناة السويس.