اتجاه شركات انتاج دراما الفيديو إلي التوقف عن العمل بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً يشكل ظاهرة تبحث عن حلول بالتزامن مع غزو المسلسلات التركية لمختلف المحطات الفضائية واقتراب موسم الدراما الرمضانية. "المساء" التقت مع مجموعة من المنتجين وكتاب السيناريو والمخرجين والفنانين للاستفسار منهم حول هذه الظاهرة فماذا قالوا؟! في البداية.. يؤكد عصام شعبان صاحب شركة "كينج توت" للإنتاج الفني إن الصراعات الدائرة الآن بين التيارات والأحزاب السياسية سواء كانت ليبرالية أو دينية تهدد الدراما المصرية بالتوقف عن العمل فالإنتاج الحالي قليل ومحدود جداً يساعد علي ذلك الانفلات الأمني في الشارع المصري وتصاعد الضرائب الكبيرة علي خريطة الإعلانات المنتظر عرضها وقت إذاعة المسلسلات علي الهواء مما يساهم في زيادة تكلفة إنتاجها ومن ثم أري الانتظار قليلاً حتي نتبين أثر زيادة هذه الضرائب علي إعلانات الأعمال الفنية في العام الجديد. أشار إلي أنه أوقف حالياً تصوير مسلسل "دموع السندريلا" بطولة الفنانة شريهان و"عصر الحريم" للمؤلف مصطفي محرم واخراج إيناس الدغيدي لعدم المخاطرة في تكاليف إنتاجها وسط المناخ المشحون ضد الفن المصري من قبل تيار الإسلام السياسي. يقول المنتج أحمد الجابري: ألغيت مؤخراً إجراءات تصوير مسلسل "النيل الطيب" المعد للخريطة الدرامية لشهر رمضان القادم تأليف واخراج أحمد خضر وبطولة الفنان حسين فهمي وفايزة كمال وريم البارودي وسامي مغاوري لرغبتي في عدم المجازفة بميزانية انتاج المسلسل وسط مناخ سياسي غير مشجع للابداع الفني وغياب الأمن الكافي لحماية القائمين علي العمل حيث فوجئت ذات مرة بمجموعة من الملتحين تحاصر في المكان وتطالب بإلغاء التصوير بدعوي ان الفن حرام. من جانبه.. يقول المنتج محسن علم الدين: أحرص علي الانتاج المشترك مع شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات إلا انها قامت بفسخ التعاقد معي علي انتاج مشترك لمسلسل جديد عن قصة حياة المطرب الراحل محمد فوزي بعد أن قمت بتصوير ثلاثة أيام فقط بالمخرج عمر عابدين والفنانة مديحة يسري بحجة أن تصوير المسلسل لم يبدأ كما هو متفق عليه في يوم 4 فبراير عام 2011 نتيجة إندلاع ثورة 25 يناير. أضاف: عموماً الجهات المشاركة في العملية الانتاجية التي تضم بجانب صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات قطاع الانتاج بالتليفزيون المصري ومدينة الانتاج الإعلامي ب 6 أكتوبر أوقفت العمل مع كافة المنتجين لعدم توافر السيولة المالية لديها. بينما يقول السيناريست محسن الجلاد: إن تعطل العمل في الدراما المصرية يرجع لعدم التزام المحطات الفضائية بدفع مستحقات شركات الانتاج عن المسلسلات التي باعتها لها عامي 2011 و2012 حتي أصبح أصغر منتج للدراما له مديونية في هذه المحطات لا تقل عن 20 مليون جنيه. أما كبري الشركات المنتجة تجاوزت مستحقاتها المالية لدي إحدي القنوات ال 300 مليون جنيه وللأسف هذه القنوات عازفة عن الدفع مما يؤثر بالسلب علي السيولة المالية لشركات الانتاج الفني. أشار إلي أن الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد حالياً جعلت أصحاب رءوس الأموال في الشركات المعلنة تؤجل الكشف عن اتجاهاتها الإعلانية للشركات المنتجة. ويقول المخرج أحمد خضر: رغم أن توقف العمل الآن بالمسلسلات أصاب الجميع بالضرر إلا أن كل الفنانين متعاطفون مع الظروف القهرية التي يمر بها حالياً المنتجون ولن يعود الحال إلي ما كان عليه إلا بتهدئة الأوضاع السياسية والاستقرار الاقتصادي وعودة الأمن للشارع المصري. وتقول المخرجة أمل أسعد: ان انشغال الناس في الشارع المصري في صراعات ما بين مؤيد ومعارض للدستور الجديد أصاب الوسط الفني بالشلل التام وأصبح جموع الفنانين بدون عمل ولا أعرف متي تستمر هذه الحالة. وتقول الفنانة فردوس عبدالحميد: سياسة الترويع التي تمارسها بعض القوي السياسية ضد باقي أفراد الشعب بهدف تكميم الأفواه جعلت شركات الانتاج الفني تتوقف عن انتاج المسلسلات وأصابت أرزاق الفنانين في مقتل ومن أجل أن يعود الفن المصري لعصره الذهبي يجب أن ينعم الجميع بحرية الابداع والتعبير. وتقول الفنانة عفاف شعيب: مصر الآن تبكي علي حالها بسبب تشرذم المصريين في صراعات سياسية لا طائل منها جعلت الوسط الفني يصاب بالركود ومن ثم أنصح منتجو الدراما المصرية بالتريث وعدم المجازفة لحين إصلاح الحال واسترداد مستحقاتهم المالية من كافة القنوات الفضائية.