* الثورة وما حدث بعدها ليس له علاقة بحالة التردي والتراجع التي وصلت إليها السينما المصرية سواء علي مستوي الإنتاج أو المحتوي الفيلمي ذاته فهي تشهد تراجع منذ سنوات عديدة ومن الظلم كما قال الفنان الكبير محمود يس تحميل ذلك للثورة. فقد كانت السينما المصرية تنتج أكثر من مائة وعشرين فيلماً في السنة ولكنها تراجعت منذ السبعينيات ليصل الرقم إلي 12 فيلماً أو أكثر قليلاً أو أقل. * وزادت التخوفات علي السينما المصرية مؤخراً بسبب وصول التيارات الإسلامية إلي الحكم وأصبح هناك هاجس بأن السينما قد تلفظ أنفاسها الأخيرة في السنوات القليلة القادمة وإن كان المشهد لم يتضح بعد وسط تأكيدات علي حرية الإبداع والفنون ووسط هجوم غير مقنن من مشاي الفضائيات الذين يصنعون مشهداً جديداً يعزز هذا الهاجس. * المشهد الآن تراشق بين بعض الفنانين ومشايخ التيار السلفي والفضائيات واتهامات متبادلة وصلت إلي حد صناعة مليونيات ضد ما يسمي بالفن الرخيص والمبتذل وقضايا متبادلة بين الطرفين بسبب شتائم وسباب وتحفز ضد الفن والمستقبل قد يحدد الموقف النهائي من الفنون خاصة السينما التي يشعر منتجوها بالقلق والخوف ويفضلون عدم المغامرة بأعمال جديدة والكل ينتظر نهاية المشهد. * الفنان محمود يس يؤكد أن وضع السينما متدهور منذ زمن بعيد وأن الادعاء بأنها توقفت بسبب الأوضاع السياسية دعاء كاذب ويري أن السينما في حاجة إلي إعادة ترتيب بداية من المعالم المتآكلة لابد من تحديثها لأنها تشكل ركناً أساسياً في الصناعة بالإضافة إلي ضخ استثمارات كبيرة فيها للإنتاج وإعادتها بالفعل كصناعة مهمة.. لابد أن تتضافر جهود الدولة مع العاملين في هذا المجال الحيوي وإذا لم يحدث ذلك فإن السينما ستكون في خطر. * يعرب المخرج الكبير علي بدرخان عن قلقه علي الفن بشكل عام والسينما بشكب خاص مؤكداً أن الصراع السياسي انتقل إلي الشارع وإلي السوط الفني أيضاً ويري أنه لابد من وجود مشروع وطني حقيقي يلتف حوله الجميع يتم التركيز فيه علي المسارات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة. ويري أن الوضع السينمائي أصبح صعباً وسيئاً ولا توجد مشروعات فيه لأن المخرجين متخوفون من العمل والمنتجين قليلين من الوضع والفنانين في حالة تخوف شديد والفن يعاني حالة شلل ولم ينهض إلا إذا اتضحت الأمور واستقر المجتمع. * صناع السينما المصرية رغم كل ذلك في حالة استنفار حيث يقول المخرج خالد يوسف إن من يقترب من السينما المصرية التي تمثل تاريخاً لهذا الشعب لن نسكت له.. ولن يستطيع أحد أن يبسط سيطرته علي مستقبل الشاشة الكبيرة. بينما يري المخرج الكبير محمد خان أن السينما المصرية ستسترد عافيتها بعد الثورة المصرية وأن السينما العربية في تاريخها تعرضت لمراحل صعود وهبوط ولكنها أبداً لم تنته وستعود حتماً إلي عافيتها فبعد الثورات بسنوات قليلة تنتعش السينما والنهضة الثقافية وقد حدث هذا بعد ثورة يوليو. * ويري المنتج والموزع وائل عبدالله أن السينما في حالة ارتباك وانهيار ولن تقوم لها قائمة إلا بتكاتف الجميع وتقديم أفلام متميزة لحل مشاكل التوزيع الخارجي وعمل تكتلات كبيرة لحمايتها والاتفاق علي اليات واضحة لدعم الصناعة والخروج بها من النفق المظلم. * في حين يطالب الكاتب علاء الأسواني الإسلاميين تغيير نظرتهم للفن مؤكداً أن السينما هي الصناعة الوحيدة المحتفظة بكيانها بعد التدهور الذي ساد مصر في عهد النظام السابق وعارض أي قوانين يتم إعدادها لا حقاً لتقييد الفن في عهدهم. * المتحدثون أن الفن باسم حزب الحرية والعدالة والإخوان يؤكدون دائماً أنهم مع حرية الفن والابداع وأن أحداً لن يقيد هذه الحرية وأن كل من يدعي ذلك لاي يستند إلي واقع وأنهم يسعون إلي إنتاج فن جيد ومحترم وله قيمته أيضاً ولكنهم لن يتعرضوا لأي فنون أو ابداع يخالفهم وأنهم سيضخون استثمارات في مجال السينما والفن عموماً ويؤكدون أن الجمهور هو وحده الذي سيحكم علي استمرار هذا أو ذاك. * أما التيارات السلفية التي تضغط ضد الفن غالباً وتري أن الأفلام التي تقدمها السينما في معظمها لا تليق بالمجتمع الإسلامي فهي مازالت خارج دائرة القرار وربما يكون لها علاقة به في المستقبل القريب.