قبل ساعات من فتح باب التصويت علي الدستور الجديد في الاستفتاء الذي ستبدأ أولي جولاته غداً تزايدت حملات الدعاية للمؤيدين للدستور لحشد المواطنين للتصويت ب"نعم" علي الدستور. خاصة بعدما قررت جبهة الإنقاذ الوطني تغيير موقفها وإعلانها مشاركتها في الاستفتاء ودعوة المواطنين للتصويت ب "لا" بدلاً من المقاطعة. وأصيب قرار الجبهة القوي الإسلامية بحالة من الارتباك. خاصة أن هذه القوي كانت تخطط لتمرير الدستور دون معاناة إذا استمرت مقاطعة الجبهة التي تضم أحزاب الدستور والتيار الشعبي والوفد بجانب ممثلي الكنيسة. رفعت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والسلفيون درجة استعدادهم لتمرير الدستور إلي أقصي مدي من خلال تكثيف حملات حشد المواطنين للموافقة علي الدستور من خلال عقد لقاءات مباشرة معهم في أماكن التجمعات والقيام بحملات طرق الأبواب في المنازل لإقناع المواطنين بالتصويت ب"نعم". قررت الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب "البناء والتنمية" مشاركتها في مليونية اليوم أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر. والتي دعا إليها ائتلاف القوي الإسلامية لنصر الشرعية وتأييد الدستور. قالت الجماعة الإسلامية في بيان لها: إنها ستشارك في كل الفعاليات الخاصة بنصرة الشرعية وتأييد الرئيس المنتخب "محمد مرسي". ودعم التصويت ب"نعم" علي الدستور الجديد. كما سيكون هناك فعاليات وتظاهرات لتوعية الجماهير بالاستفتاء علي الدستور والموافقة عليه ب"نعم" في كافة محافظات الجمهورية. قال د.صفوت عبدالغني عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية: إن الجماعة كثفت نشاطها من أجل إقناع المواطنين بمزايا الدستور الجديد من أجل الموافقة عليه. أكدت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أن الذهاب إلي صناديق الاقتراع والتصويت في الاستفتاء واجب وطني في هذا الوقت من أجل ملء الفراغ الدستوري الذي تعاني منه البلاد منذ سقوط دستور 1971 وحتي نستطيع نقل السلطة التشريعية من يد السيد رئيس الجمهورية فوراً إلي مجلس الشوري. ثم نذهب إلي انتخاب مجلس الشعب "النواب". وبذلك نستكمل إنشاء جميع المؤسسات الدستورية. وجهت الجماعة رسالة للمواطنين قالت فيها: ها هي الفرصة قد جاءتك لكي تقرر لنفسك دستوراً تمنحه لنفسك تنظم به حياتك وتثبت به سيادتك وتعلي من إرادتك وكرامتك. هذا الدستور الذي أعدته جمعية تأسيسية منتخبة منك بطريق غير مباشر. وبذلت في إعداده جهداً كبيراً. وطرحته للحوار المجتمعي ست مرات علي مدار ما يقرب من ستة أشهر. حتي يقترب من حالة الكمال الذي لا يمكن للقدرة البشرية أن تصل إليه. وجاء بفضل الله أعظم مشروع دستور عرفته مصر.. يا من قمت بثورة من أعظم ثورات التاريخ. والتي أذهلت العالم. يا من هدمت كل صروح الظلم والفساد والاستبداد. وقضيت علي أعتي أنظمة البغي والطغيان في أيام معدودات. ولم تبخل علي ذلك بالأرواح والدماء. تطلعاً إلي حياة العزة والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.. أيها الشعب العظيم ها هم قضاة مصر يشرفون بعزة علي الاستفتاء. وها هو صوتك في أيد أمينة وسيثبتون لك وللعالم أنهم أهل للعدل وشهادة الحق والقيام بالواجب المنوط بهم والذي يفعلونه خوفاً من الله وإرضاء لله. أيها الشعب المصري العظيم لقد عهدناك إيجابياً في الثورة وفي استفتاء 2011. وفي انتخابات مجلس الشعب السابق في 2011. وكذلك كنت ايجابياً في الانتخابات الرئاسية. ونتوقع تكون مشاركتك في هذا الاستفتاء أكبر بكثير. لأن هذا الدستور سوف يحدد لنا مسار حياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا. وهذه الإيجابية هي الشهادة التي أمرنا بها الله.