إلي أين نسير؟!.. وإلي أين ستأخذنا دوامة الفعل ورد الفعل التي نسير فيها الآن؟! بصراحة لا يمكن أن يستمر الحال علي ما هو عليه.. وماكنا نتخوف منه وقع بالفعل وحدث الإنقسام الحاد في الشارع وأصبح هناك دم لشهداء سقطوا بلغ عددهم 6 حالات بخلاف 700 مصاب. عمليات الاستقطاب الشديدة بلا رؤية ولا وعي أدت لتقاتل المصريين مع بعضهم البعض بسبب العناد وشد الحبل بين المتصارعين إلي آخر مدي. لم يحاول أحداً أن يفعل مثلما كان يقول معاوية لو كان بيني وبين من أخالفه الرأي شعرة فلا اقطعها إذا شد أرخيت وإذا أرخي شددت. مصر تحتاج منا جميعاً أن نلتقي وبسرعة وقبل أن تضيع الفرص من بين أيدينا.. فما شاهدناه أمام الاتحادية وفي الشوارع المحيطة بها منذ أيام كان مأسوياً أبكي المصريين من الآباء والأمهات.. فلذات أكبادنا في معركة دموية مع بعضهم البعض بالمولوتوف والحجارة والاسلحة.. لأننا نرفض الحواروقبول الآخر. هذا هو المشهد المحزن الذي نعيشه ونتوجس منه ومن نتائجه إذا استمر الحال علي نفس المنوال دون حلول ولذلك فالسؤال الذي يطرح نفسه هل تنزع كلمات د. محمد مرسي رئيس الجمهورية والتي سمعناها منذ مساء أمس الأول فتيل هذه الأزمة الطاحنة وما تشهده الساحة من اتهامات متبادلة بين كل الاطراف وتار الدم الذي أصبح حائلا بين المتصارعين من الجانبين؟! إنني أتفهم تماما إعلان الرئيس أن الخلاف السياسي لا يمكن أن يحل إلا بالحوار لتحقيق مصلحة الوطن وأن تلك المصلحة لا يحققها العنف. لكنني لا أتفهم القول بأن الاقلية لابد أن تنزل علي رأي الاغلبية والاصرار علي أن الاعلان الدستوري جاء من منطلق أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء من عناصر بالداخل والخارج وعلي إتمام الاستفتاء علي مشروع الدستور في موعده.. لأن كلا الأمرين قنبلتين ملغومتين تسببا في إلتهاب الموقف وتأزمه كما نعلم. التأكيد علي أن الحوار ينصب فقط حول استكمال مجلس الشوري وقانون الانتخابات العامة وخريطة طريق للمرحلة القادمة.. لايكفي. لابد أن تتسع الدائرة لتشمل كل نقاط الخلاف كما قال المستشار أحمد مكي وزير العدل لأيمن نور علي شاشة الجزيرة لأن الأصرار والتمسك برأي معين يتنافي تماما مع دعوة كل القوي الوطنية إلي اللقاء ظهر اليوم للتوصل إلي إتفاق جامع للأمة. التواصل مع رموز الأمة أو مانسميه النخبة يقتضي أن نهيئ المناخ والأرضية المشتركة حتي يتم التحاور بقلوب وعقول مفتوحة دون شروط سابقة التجهيز وأفكار معلوم مسبقا أنها لن تقبل من كل طرف. مفروض أن نسد فجوات عدم التلاقي.. وبالتالي عدم التوافق من أجل مصر التي تمنيناها جميعا بعد ثورة 25 يناير. القتل والتخريب يصل بمصر إلي كارثة ندفع ثمنها جميعا مؤيدين ومعارضين.. وبالتالي فالواجب ان ننظر إلي المشهد السياسي من كل الاتجاهات.. وأن تدرك مؤسسة الرئاسة أنها مسئولة عن المعارضين قبل المؤيدين.. وواجبها احتواءهم.. وبالتالي فالمفروض أن تنظر الاغلبية إلي رأي المعارضة وتأخذه بعين الاعتبار.. ولا تحاول التجاهل أو التهميش أو التعامل معه بطريقة النظام السابق.. "خليهم يتسلوا".. فمعظم النار يأتي من مستصغر الشرر. نظرية المغالبة والحشود والحشود المضادة لاستعراض القوة ليست الحل للخروج من النفق المظلم الذي دخلنا إليه.. ولابد أ نعمل وفوراً بمبدأ التوافق لنخرج من الأزمة ولننطلق إلي الأمام إذا كنا حقا نعمل لصالح مصر مؤيدين ومعارضين. فهل نفعل؟! لقطات: ** قال السياسي الأمريكي روبرت مالي: لابد من إعطاء الإخوان الفرصة للنجاح. وقال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: نظام د. مرسي له شرعية.. يجب أن يستوفي مدته. * إيه رأيكم؟! ** أكد د. عاطف البنا الفقيه الدستوري أن الإعلان الدستوري صدر لحماية الثورة وتحقيق مطالب الثوار. ويري المنسحبون من التأسيسية: أن الدستور يكرس لحكم الفرد وصياغته غير طيبة ومسموم ويقمع الحريات. * مين "هيقرا"؟! الأمية عندنا 40% ** أقام خالد الشلقاني المحامي دعوي أمام المحكمة الإدارية يشترط مشاركة 75% من الشعب في الاستفتاء حتي يمكن قبول نتيجته. * معاه حق! ** أعلن المستشار محمود مكي نائب رئيس الجمهورية أن 80% من أبناء الوطن يدفعون ثمن صراع سياسي ليسوا طرفاً فيه. * والعمل ياسيادة المستشار. ** قال صديقي إن د. محمد البرادعي حذر في صحيفة إنجليزية من 4 قنابل ملغومة تهدد مصر وهي: السقوط الاقتصادي وتحول سيناء لساحة حرب بسبب الجهاديين والانقسام الحاد بين المصريين وعدم تطبيق القانون. * قلت: ياريت نبطل مفعول هذه القنابل.. وبسرعة! ** اللصوص سرقوا 700 ألف جنيه من فيلا اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق المحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين. * الفكة اللي نساها في الفيلا.