وتتوهج الفرحة في نفوسنا بإنجاز لاعبي الأهلي مع بطولة الأندية الأفريقية. ورغم الأحزان المتمكنة من قلوبنا علي ضحايانا من الأطفال الأبرياء ولشهداء ملاعبنا. وسيناء التي توشك علي الضياع والحالة النفسية المضطربة للشعب المصري كله. الذي يعيش زماناً غير واضح المعالم.. رغم كل ذلك جاءتنا الفرحة من نجومنا في الأهلي. مع إنجاز تجاوز كل التوقعات والحسابات. وأكد علي قوة الشخصية المصرية التي لا تستسلم لليأس. وتعشق التحديات. فتظهر أصالة معدنها عندما يظن الآخرون أنها علي وشك السقوط أو الانهيار.. هذه الصفات الخاصة جداً قد يصيبها الجمود بعض الوقت. وتسترخي أمام بعض الظروف. ولكنها سرعان ما تنتفض وتعبر عن نفسها بقوة.. لأنها شخصية تتمتع بالأصالة والمرونة في ذات الوقت.. كل هذا. عبر عنه لاعبو الأهلي بنجاح واقتدار في ستاد رادس. مع جهاز فني مصري بالكامل. وتشكيلة مصرية بالكامل. معظم الوقت. لأن الأجنبي الوحيد دومينيك. كان عبارة عن تغيير تكتيكي بعد أن حسم الأهلي مواجهته مع الترجي.. هذا الإنجاز سيعيد لنا ما عجز عنه أصحاب الكلمة الآن. وهو التوحد والتجمع وانهاء حالة التشتت المصطنعة علي جماهيرنا وشعبنا.. وأبرز تعبير عن هذه الحقيقة هي مظاهرات الفرحة باللقب الأفريقي وانتصار الأهلي. التي خرجت عقب المباراة في كل محافظات مصر. بما فيها مدينة بورسعيد. التي شاركت جماهير الأهلي فرحتها. مما يؤكد أن الكارثة المؤلمة التي هزتنا جميعاً كانت بفعل دخلاء علي جماهير الكرة وعلي شعبنا الطيب "المخترق بشدة في هذا الزمن اللعين".. الإسماعيلية أيضاً فرحت. والشرقية والإسكندرية والوادي الجديد ومطروح والسويس والدقهلية والغربية وأسوان والصعيد بأكمله. ومع فرحتنا بإنجاز لاعبي الأهلي.. هناك وقفة لابد منها مع من غضب من جهاز ولاعبي الأهلي لكلمات النقد لمستوي أداء الفريق ونتيجته في لقاء برج العرب.. فقد خرجت تصريحات عقب الفوز التاريخي. فحواها التحفز والتربص لكل من قال كلمة في حق مدرب أو لاعب بعد التعادل المحبط.. وكأن المطلوب أن يتوقف الناقد عن نقده عندما يرصد طريقة لعب خاطئة أو مفككة. أو خطأ رهيباً وقاتلاً من لاعب أياً ما كان.. فالناقد يقدم للفريق خدمة كبيرة عندما يرصد هذه الأخطاء. فيأخذ بها المدير الفني. ويصلح من عيوب فريقه. ويقوي حصونه وهجومه. ويتطور إلي الأحسن. ولا أخفي سراً.. أن أحد الأسباب الخفية لهذا الفارق الكبير بين الأهلي والترجي في مباراة رادس. ليس الفوارق الفنية أو الخبرة فقط. لكن بسبب حالة الاستنفار التي كان عليها الأهلي بعد الجرح والنقد الذي تعرض لهما عقب مباراة برج العرب.. وعلي العكس كان الحال بالنسبة لفريق الترجي الذي أصاب الاسترخاء لاعبيه وجهازه الفني بقيادة نبيل معلول. لأنهم شعروا أن مهمتهم انتهت في برج العرب. وأن ال90 دقيقة الخاصة بملعب رادس هي للتتويج فقط ولفرحة جماهير الترجي.. لذلك ظهرت المباراة بهذه الصورة الفارقة جداً.. والسبب نجاح النقد الرياضي في مساعدة الأهلي قبل السفر لتونس.