نحن نعيش هذه الأيام أجواء موسم الحج وعيد الأضحي المبارك من خلال متابعتنا للشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية.. الأرضية والفضائية.. التي تنقل لنا شعائر ومناسك الحج علي الهواء من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة.. كان لابد ان نتعرف علي بعض المعلومات الفنية التي تنفرد بها "المساء" في هذا التقرير: أول الأفلام التسجيلية الناطقة عن الحج اخرجه "نور صادق وهبي" وتم تصويره "خفية" حيث كانت السلطات بالمملكة العربية السعودية في ذلك الوقت تمنع تصوير الأماكن المقدسة. * يحتوي الفيلم علي 17 مشهداً وتكلف "17 ألف جنيه". * تضمن حفل "المحمل" ومشاهد لمدينة السويس ومدينة جدة وبئر زمزم وجبل عرفات والطواف حول الكعبة. * وافقت الرقابة في مصر علي عرضه عام 1936 ثم منعته بعد ذلك لاعتراض "معتمد" من حكومة الحجاز "السعودية" علي الفيلم. أثار منع الفيلم ضجة كبري كان من نتيجتها ان سمحت وزارة الداخلية "كانت الرقابة تتبعها في ذلك الوقت" بعرضه لمدة أسبوعين في دار سينما "النهضة" بالقاهرة اعتباراً من 18 مارس 1936 ثم دار سينما "إيزيس" بالإسكندرية بعد ذلك. ومن الأفلام التي صورت وعرضت بعد ذلك فيلم آخر عن الحج فيه يخاطب الملك عبدالعزيز آل سعود العالم الإسلامي وانتجه استديو مصر وعرضه في 14 نوفمبر ..1938 بخلاف أفلام عديدة تناولت الحج والإسلام منها: ظهور الإسلام. فجر الإسلام. هجرة الرسول. الرسالة. الشيماء... و غيرها. بالنسبة لمشهد "المحمل" في أول فيلم تسجيل.. فهو احتفالية تاريخية في حب الكعبة المشرفة.. والمحمل هو الذي يحمل الهدايا العينية والنقدية.. ويغطي بقطعة من الجوخ.. ومن الصعب تحديد بدايته لأنه قد يكون قديما جداً.. أما خروج المحمل في موكب رسمي تحيط به مظاهر الزينة والأبهة.. فقد حدث في وقت لاحق بعد ظهور الإسلام بقرون عديدة في أواخر عصر الدولة الايوبية. يشير د.السيد الدقن استاذ التاريخ بجامعة الأزهر إلي ان خروج موكب شجرة الدر ملكة مصر في هودج مزين بأبهي زينة هو الذي جعل بعض المؤرخين.. يؤرخون بداية ظهور المحمل بالسنة التي خرجت فيها شجرة الدر للحج عام 645 ه/1250م ومعها محملها بهذا الشكل.. ومن ثم فقد صار خروج المحمل علي تلك الصورة عادة يقوم بها حكام مصر كل سنة. ان المحمل يستقر في جدة ولا ينزل إلي الأراضي الحجازية ثم الغي سفر المحمل إلي السعودية بعد ذلك واكتفي بمرافقة الكسوة أثناء الاحتفال بها في القاهرة حيث كانت تطلق له 21 طلقة مدفع ومثلها عند دخول المدينةالمنورة وعند عودته يطلق المدفع 21 طلقة.. بينما لم يكن ذلك يتم في مكةالمكرمة وألغي نهائياً في عام .1953