لم تكن الأزمة الطائفية، التي شهدتها قرية "الكرم" بمحافظة المنيا يوم الجمعة الماضي، هي الأولى من نوعها، بل شهدت مصر الكثير من حوادث الفتنة الطائفية بعد ثورة 25يناير والتي تم مواجهتاه بنفس السياسات القديمة في التعامل معها من منظور أمني فقط. وترصد ل "المصريون"، أهم تسع أزمات طائفية أثارت الرأي العام بعد ثورة 25يناير. مارس 2011 في مارس 2011 قام مسلمون بمحاولة حرق كنيسة بأطفيح، وهدموا أجزاء من أبنية الكنيسة وتعدوا على أسرة قبطية من القرية، بسبب علاقة بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة. وقامت مظاهرات قبطية في القرية وأمام مبنى الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، وقام مجموعة من الأقباط بقطع الطريق السريع أسفل جبل المقطم بالقاهرة. في اليوم التالي اتجهت قوات من الجيش من رجال الشرطة العسكرية المسلحين بالإضافة إلى أكثر من 300 مجند من قوات الأمن وبعض القيادات الأمنية للسيطرة على الموقع الكنيسة بعد أن أصدر قائد المجلس العسكري للقوات المسلحة أمره بإعادة بنائها. ووصل قائد المنطقة العسكرية وأعلن تعهده بإتمام بناء الكنيسة وحمايتها. مايو 2011 تسبب قضية "عبير" أو "كريستين وهيب عبد المسيح" سابقًا التى فرّت من أسرتها وزوجها فى منطقة ساحل سليم بمحافظة أسيوط، وارتبطت بشاب مسلم وعاشت معه فترة فى منطقة بنها، فى تفجير واحدة من أسوأ أحداث العنف الطائفى فى مصر بعد ثورة 25يناير. وبدأت الأحداث بعد اتصال تليفونى يفيد بوجود كريستين، التى أشهرت إسلامها داخل منزل مجاور لكنيسة مارى مينا فى إمبابة، ما دفع بمجموعة من المسلمين من بينهم عناصر تنتمى للتيار السلفى للكنيسة؛ لطلب البحث عن عبير وتسليمها. وتطورت الأحداث بإطلاق نار ومولوتوف من منازل مجاورة للكنيسة، مما أدى لاندلاع اشتباكات وقع خلالها 16 قتيلاً وأكثر من 240 مصاباً، غالبيتهم العظمى من المسلمين. وردًا على إطلاق النار، توجهت مجموعة من الجمهور الغاضب لكنيسة مجاورة فى شارع الوحدة وقامت بإحراقها، فيما أحرق مسيحيون عدة محال مجاورة لكنيسة مارى مينا. ووجهت النيابة إلى "عبير" تهم التزوير لعقد إشهار إسلامها بعد أن ادعت أنها آنسة على غير الحقيقة رغم كونها متزوجة من مسيحى وأنجبت منه طفلة.. كما وجهت لها تهمة الجمع بين زوجين كونها تزوجت "عرفيًا" فى نفس يوم إشهار إسلامها وهى على ذمة رجل آخر، بالإضافة إلى التهمة الأساسية وهى تكدير الأمن العام. سبتمبر 2011 نشبت مشاجرة بالشوم والعصى والحجارة فى ميدان مدينة المنشأة بمحافظة سوهاج، بين مسلمين لمسيحيين، أسفرت عن إصابة شخصين من كلا الطرفين؛ بسبب تداول أهالى المدينة الأحاديث عن علاقة عاطفية بين "ميكانيكي" مسلم وفتاة مسيحية، وترددت أقاويل وقتها عن وجود صور لهما على أجهزة الهاتف المحمول. وسيطرت أجهزة الأمن آنذاك، على أحداث الفتنة بالتعاون مع القوات المسلحة من خلال فرض تواجد أمنى مكثف داخل المدينة، وإلقاء القبض على 7 متهمين. يناير 2013 كاد هروب فتاة مسلمة فى العقد الثانى من عمرها مع شاب مسيحى بمنطقة الأزهرى ببنى سويف أن يشعل نار فتنة طائفية بالمحافظة، بعدما هربا معا إلى منطقة إمبابة ليتزوجا. وعندما علم أهل منطقة إمبابة بالواقعة، أبلغوا الشرطة التى ألقت القبض عليهما.. وبإحالتهما للنيابة، أمرت بحبس الشاب والفتاة 4أيام على ذمة التحقيق. نوفمبر 2013 وقعت أعمال عنف طائفية بين المسلمين والأقباط بقرية نزلة البدرمان بمحافظة المنيا، أسفرت عن مقتل شخص، وإصابة 6وحرق 12 منزلاً، على خلفية ارتباط فتاة مسلمة بعلاقة عاطفية مع شاب قبطى يعمل تاجر قماش متجول، بعد أن اصطحبها وشقيقه إلى القاهرة، وقاما بالتعدى عليها حسب رواية شهود العيان وقتها. وتمكن أحد أبناء القرية من إعادتها إلى أهلها بعد مشاهدتها فى منطقة مسطرد بالقاهرة، عقب انتشار شائعة اختطافها. ديسمبر 2013 تسببت شائعات عن علاقة عاطفية بين شاب مسيحى وفتاة مسلمة، فضلاً عن خلافات قديمة بين أقباط ومسلمين بقرية نزلة البدرمان بمركز ديرمواس بالمنيا بسبب تداعيات عزل الرئيس السابق محمد مرسي، فى وقوع اشتباكات طائفية بين الأهالي.. ما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة 16 آخرين وحرق 3 منازل للأقباط نوفمبر 2015 نشأت علاقة بين ربة منزل مطلقة مسلمة، مع شاب مسيحى مجاور لمنزل طليقها أزمة فى مركز طامية بالفيوم، وهربت معه وعاشا شهرين فى الإسكندرية، وعلمت عائلتها بالواقعة، وذهبوا إليها وقتلوها، بينما هرب الشاب دون أن يعلم أحد مكان اختفائه، وانتهت الأزمة بجلسة صلح بين أسرتى الطرفين، تجنبًا لحدوث فتنة طائفية فى قريتهما. ديسمبر 2015 نشأت قصة حب بين سيدة مسلمة متزوجة 26 عامًا، من مدينة طامية بالفيوم، وشاب مسيحى يسكن فى المنزل المجاور لمنزل زوجها، ولم يكن بمقدورهما أن يواجها أهلهما فهربا معًا، وتزوجا، بعد أن اعتنقت المسيحية وعاشا معًا ثلاثة أعوام فى محافظة الإسكندرية وأنجبا طفلين. وجاءت برفقة زوجها إلى منزل أهله المجاور لمنزل طليقها فرأتها ابنتها من زوجها الأول فتعرفت عليها، بعدما أبلغت الطفلة جدها أنها رأت أمها فى منزل الجيران، ذهبوا إلى منزل الجيران وأخذوها من المنزل بالقوة، وقام أعمامها وأبنائهم، بقتلها للتخلص من عارها. وفى إحدى جلسات الصلح بين العائلتين، اشترطت أسرة السيدة، على أهل الشاب الذى تزوجته ابنتهم أن يبيعوا منزلهم ويتركوا القرية للأبد، وألا يروا أحدهم فى القرية مرة أخرى، فوافق أهل الشاب حفاظًا على ابنهم الذى فر برفقة نجليه. مايو 2016 بعد انتشار شائعة عن وجود علاقة عاطفية بين شاب مسيحى يدعى أشرف عطية وفتاة مسلمة بقرية الكرم بمحافظة المنيا الجمعة الماضية، تلقى الشاب المسيحى العديد من التهديدات من أهل القرية، وحرر والداه محضرًا بقسم الشرطة يوم الخميس الماضى حول تعرضهما لتهديدات. ففى الثامنة من مساء يوم الجمعة الماضى، قام ما يقرب من 300شخص يحملون الأسلحة بأنواعها المختلفة بالتعدى على 7 منازل للأقباط وقاموا بحرقها وسرقتها، إلى جانب التعدى على سيدة مسنة وتجريدها من ملابسها مشهرين بها أمام الجموع الموجودة بالشارع، ووصلت الشرطة لمقر الواقعة وتم القبض على 6 أفراد، مستمر التحقيق معهم حتى الآن.