قال الكاتب الصحفي حمدي رزق إن ما نسب إلى زعيم النهضة راشد الغنوشي من قول حكيم: «أنا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي، ولن أقبل أى عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة».. كذبه الغنوشي تاليًا وقطعيًا، ولم يعلن على إخوانه مثلا «أن تونسيتي هى الأعلى والأهم»، أعلى من الإخوان وأهم من الخلافة! وتساءل حمدي رزق في مقالة بصحيفة المصرى اليوم: هل تبرأت النهضة في تونس من أفكار سيد قطب، وما صدر من فتاوى تكفيرية، وجرائم دموية سبقت، هل أعلنت قطيعة مع الجماعة الأم في مصر، هل خرجت على التنظيم العالمي، هل سيدت تونسيتها على إخوانيتها؟ مؤكدًا أن عليه تحول «النهضة» من الإخوانية إلى التونسية سيظل محل شك كبير، يقينا أهل تونس أدرى بنهضتهم، ولكن نفرًا من المؤلفة قلوبهم إخوانياً، يبشرون فينا بتحول تاريخي فى تاريخ الحركة الإخوانية (فرع تونس) يستغفلون المصريين بكذبة التحول إلى حزب مدني، كيف تنطلي على المصريين الذين ذاقوا الأمرين من حزب الحرية والعدالة وكان مدنياً؟! واستطرد قائلا: الإخوان هم الإخوان، وإن حلقوا اللحى، وقاموا لتحية العلم، ووقفوا زنهار لعزف السلام الجمهوري، تزرعهم يقلعوك، يرومون خلافة، لا يعترفون بالأوطان، لا يقفون على الحدود، ليس لهم حدود، ويجيدون ظاهرة المماتنة كالحرباء مشيرًا "الغنوشي ليس استثناء، رضع لبانهم، وتونس ليست استثناء، اكتوت بنارهم، والجماعة الأم في مصر التي خرجت من أعطافها «النهضة» ضربت مثلاً دموياً، «اتمسكنوا» للتيارات المدنية حتى «تتمكنوا» من الرقاب، يومها صاح كبيرهم الذي علّمهم السحر وقد ظن أنه تمكن، من التمكين، إني أرى رؤوسَا قد أينعت. وأشار إلى أن حديث التحول الذي تنقله إلينا مستبشرة منابر مصرية مأفونة ومخاتلة باعتباره نموذجاً ومثالاً، عجيب وغريب أمر هؤلاء، فليتذكروا ما جرى من إخوان مصر وقد تحولوا إلى حزب، فليراجعوا مواقفهم عندما تسلموا الحكم، وأنكى وأمر ما صدر عنهم بعد أن خلعهم الشعب، هل عادوا إلى الصف الوطني، أعلنوها حرباً على المصريين، الإخوان مالهمش أمان. وأوضح قائلا: أعلم أن الضرورات التونسية تبيح المحظورات المصرية فى إعلان الإخوان جماعة إرهابية، وفى الأخير هذه نهضتهم وهم أولى بها، ولكن حديث الإفك مصرياً، والتبشير بالنموذج التونسى على الأراضي المصرية، وتحبيذ عودة الإخوان، والدعوة فى المسجد، والسياسة فى الحزب، كلام ساكت، لا النهضة ستغادر المسجد، ولن تحلق اللحى، هى تمارس أرذل الكذب، المعاريض السياسية، أقرب للتقية، وهى الكذب على مذهب أهل الشيعة, مضيفا أن ما يصدر إلينا من تونس عبر خلايا الإخوان فى الصحافة الزرقاء، يجعلنا أكثر حرصاً عن ذي قبل، الثعبان يجدد جلده بين الفصول، لكنه يظل ثعباناً كامناً فى الدغل، والثعبان التونسى جلده أملس، يجيد الفرنسية، الحالة التونسية كمن يربى ثعباناً فى عِبه، أخشى أنه سيُلْدَغ قريباً، قرصة الإخوان بالدم، ألا ينظر بعينيه ملياً إلى شلال الدم المصرى. وختم مقالة قائلا "الخديعة التى تصدّرها منابر الإخوان إلى مصر، شوفوا تونس بتعمل إيه، نموذج فى العيش المشترك، والحوار السياسي، وتبادل السلطة، الإخوان شركاء، ولا حل إلا بالمصالحة، والإخوان يراجعون، والشيوخ يقوّمون ما استطاعوا إليه سبيلا عنف الشباب، والتحول إلى العمل العلني أرحم من النزول تحت الأرض، متى خرج الإخوان من تحت الأرض لينزلوا إليها، متى طلّق الإخوان العمل السري، هل حدث وإن فكك الإخوان التنظيم السري، الإخوان جماعة سرية وستظل لأنها لا تعيش ولا تنمو ولا تتمدد إلا فى الظلام.