قالت إذاعة "إن بي آر" الأمريكية, إن أهمية المظاهرات التي شهدتها مصر في إبريل الماضي احتجاجا على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية, تكمن بالأساس في أنها شكلت تحديا لما سمته أسوأ حملة قمع تشهدها البلاد في تاريخها, حسب زعمها. وأضافت إذاعة "إن بي آر" في تقرير لها في 16 مايو , أن هذه المظاهرات لم تكن بضخامة مظاهرات أخرى شهدتها مصر في الأعوام السابقة, إلا أنها خطفت الأضواء في ظل المناخ "القمعي" في البلاد, على حد قولها. وتابعت " رغم دفاع بعض مؤيدي السلطة عن القرار المتعلق بنقل تبعية الجزيرتين, إلا أن كثيرين في البلاد يعتبرون ما حدث إهانة لدولتهم". واستطردت " الأمر الغريب, والذي أثار أيضا السخرية, أن المدافعين عن القرار كانوا يتغنون كثيرا بشعارات الوطنية والأمن القومي, فيما تم اعتقال عدد كبير ممن شاركوا في مظاهرات جمعة الأرض, التي شددت على عدم التفريط في أي شبر من بلادهم ". ووصفت "إن بي آر" هذه الاعتقالات بأنها دليل جديد على ما سمته القمع المتزايد في البلاد, وعدم التسامح مع أي صوت معارض, حسب تعبيرها. وكانت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية, قالت أيضا إن الأوضاع في مصر أصبحت قاتمة للغاية وتبعث على اليأس, في ظل اضطهاد كافة أشكال المعارضة, حسب زعمها. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 12 مايو أن أحدث دليل على تدهور الحريات في مصر بشكل غير مسبوق, هو إلقاء القبض على جميع أعضاء فرقة "أطفال شوارع" الغنائية, والتي اشتهرت بنشرها أعمالا فنية ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد الأوضاع الحالية في البلاد. وتابعت " تم إلقاء القبض على أفراد هذه الفرقة الساخرة, بتهم تنوعت بين إهانة مؤسسات الدولة والدعوة للاحتجاج ". وأشارت الوكالة إلى أنه تم أيضا إلقاء القبض على حوالي 1300 شخص خلال الاحتجاجات على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية, وتم الإفراج عن معظمهم بعد ذلك. واستطردت " تردي الأوضاع في مصر أصاب الشباب تحديدا باليأس، خاصة أن أي شكل من أشكال المعارضة أصبح جريمة يعاقبون عليها". وخلصت الوكالة إلى القول إن "التطور الأخطر أن مصر أصبحت لا تعرف التسامح وقبول النقد, وهو ما يزيد المشهد في البلاد تعقيدا", حسب تعبيرها. وكانت شبكة "بلومبرج" الأمريكية, قالت أيضا إن الأوضاع في مصر تزداد سوءا, وإن هناك مخاوف واسعة من أن البلاد تسير نحو الانهيار, حسب زعمها. وأضافت الشبكة في مقال لها في 8 مايو, أن بعض الخبراء الأمريكيين حذروا من أن ما سموها انتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة, ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في مصر, وستضر أيضا بالمصالح الأمريكية في المنطقة على المدى الطويل. ونقلت عن المحلل كول بوكنفلد، الذي يعمل في "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط"، قوله :"إن الأزمة في مصر مقلقة للغاية في ضوء تزايد الانتهاكات والإرهاب وتردي الأوضاع الاقتصادية, لدرجة أن كثيرون أبدوا مخاوفهم من أن البلاد تتجه نحو الانهيار, في حال عدم معالجة هذه الأوضاع المتأزمة سريعا". واستطردت الشبكة " إدارة الرئيس باراك أوباما غيرت مؤخرا حساباتها فيما يتعلق بالأزمة في مصر, خاصة بعد تزايد العمليات الإرهابية في البلاد, تحديدا في سيناء". وأشارت "بلومبرج" إلى أن إدارة أوباما اختارت دعم النظام الحالي في مصر, وعدم ربط المساعدات للقاهرة بسجلها في حقوق الإنسان.