تلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم السبت، مذكرة من المندوبية الدائمة لدولة قطر تطلب فيها عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في أقرب وقت ممكن لبحث التصعيد الخطير الذي تشهده مدينة حلب السورية. وقال مصدر دبلوماسي عربي، إن الأمانة العامة للجامعة تجرى حاليًا اتصالات مع المندوبيات الدائمة للدول الأعضاء لتحديد موعد لعقد هذا الاجتماع. وقال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" ل"المصريون"، إن "دولة قطر لا تختلف كثيرًا عن جماعة الإخوان وتريد المزايدة على الدول العربية وإظهارها في موقف محرج". وأضاف العزباوي: "الحل ليس بيد الدول العربية وإنما في يد الشعب السوري والجانب المصري لا يملك من أمره شيئًا، في حين القوى العالمية هي المتحكمة والتي تستطيع تحقيق الاستقرار والحل النهائي للأزمة في سوريا". متفقًا معه في الرأي، قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن "دعوة قطر لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لمناقشة الوضع في حلب يأتي لإحراج مصر والسعودية وجميع الدول العربية حول الأزمة السورية، خاصةً أن المتحكم في إرساء الاستقرار أو تأجيج الوضع هما الولاياتالمتحدةوروسيا". وإلى جانب قطر، خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ليعلن الحرب على نظام بشار الأسد، موجهًا اتهامات لجامعة الدول العربية لتقاعسها في نصرة الشعب السوري، قائلًا: "ما هذا الصمت البالغ من تلك الجامعة التي لا يمكن أن نطلق عليها اسم "عربي"، قواتنا ستطوق وكر وقوات الغاشم الأكبر وتنقذ الشعب من الظلمة الذين طغوا في البلاد". وحذر سويلم، تركيا من مغبة إقدامها على دخول المعركة في سوريا وحصار حلب جويًا لحمايتها من طيران الأسد وروسيا، قائلًا: "روسيا ستستغل هذا الموقف إذا حدث لتأخذ ثأرها بعد إسقاط أنقرة لطائرتها قبل أشهر، في حين أن هذا التصعيد من تركياوقطر يأتي لوجود تحالف عسكري وسياسي بينهما وبهدف إحراج الدول العربية الكبرى". وأضاف: "سوريا انتهت والمتحكم فيها الآن روسيا وأمريكا ويتم العمل على تقسيمها، والدول العربية مش هتعرف تعمل أي حاجة للحفاظ على سوريا". ووصف اللواء محمود زاهر الخبير الاستراتيجي، دعوة قطر لعقد اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بأنها "دعوة شيطانية من قبيل إثارة العكننة بين الدول العربية المختلفة حول الأزمة السورية". وتابع: "الدول العربية سترفض الدعوة، ومصر لها موقف موحد بعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، ويقتصر فقط دورها على تقديم النصح والإرشاد وترفض عملية تقسيم سوريا". وعن إعلان الرئيس التركي عن دخوله في مواجهة مع النظام السوري للدفاع عن مدينة حلب المحاصرة، قال زاهر: "أردوغان لن يستطيع أن يفعل هذا، وإذا دخل الطيران التركي للأجواء السورية، سيكون هدفًا للطيران الروسي للقصاص منه على إسقاط الطائرة خلال الفترة الماضية، وهذه دعوة فتوة واستعراض عضلات، ويبقى "غبي" وسيدفع الثمن غاليًا إذا فعل ذلك".