رصد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تداعيات القرار المصري بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، مسلطًا الضوء على الكيفية التي يتعاطى بها الرئيس المصري مع الملفات الكبرى للدولة المصرية. وقال المعهد في تقرير حديث له، إن الطريقة التي أُعلِن بها الخبر وترتيبات زيارة ملك السعودية لمصر خلفت غضبًا شديدًا لدى قطاعات واسعة من المصريين كان بالإمكان تقليله، لو تمت معالجة الأمر من قبل الحكومة المصرية بكيفية أفضل من ذلك. وتابع قائلاً: "كان بإمكانها أن تشرح الأمور للمصريين وتهيئهم نفسيًا، حتى تقلل من ردة فعلهم الغاضبة على هذا القرار، بل كان عليها ألا تدبر الأمر في الغرف المغلقة، وألا تهمش الشعب المصرى، وكأن هذه البلاد ليست بلاده، أو كأن هذا الشعب قاصر عن الإدراك". ووصف المعهد ما حدث بالقول إن "الجنرال عبد الفتاح السيسي يتعامل كرجل مخابرات يدير أموره بسرية، ويتكتم على كل خطواته"، قائلاً في رسالة ضمنية للنظام المصري "إن ما يصلح للعمل المخابراتي لا يصلح للعمل السياسي". إن الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه الدولة المصرية هو أنها فضلاً عن السرية غير المبررة في التفاوض مع الجانب السعودي، تلكأت قبل أن تعلن للمصريين عن أسباب قبولها بتسليم الجزيرتين للمملكة، لكن حين كشفت الحكومة بالمستندات، كانت النتيجة صادمة، حيث لم ترق تلك المستندات، لأن تكون حتى مجرد قرائن، وفق تعبير معهد واشنطن.