فى التاسعة إلا عشر دقائق من مساء الثلاثاء , دق جرس التليفون داخل مكتب مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون بالدور الثامن , وكانت المتحدثة على الطرف الآخر صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الجديدة . وفوجىء به تطلب منه النزول لمقابلتها على الفور . ولم يكذب لاشين خبراً .. وقام خلال ثوان بتجهيز نفسه والنزول عبر ( السلالم ) ولم ينتظر الأسانسير - كان بصحبته خالد قابيل (الصديق الأنتيم المشترك للطرفين ) .. وخلال نزولهما كان مجدى قلقاً ويقول لخالد ( ياترى فيه ايه وعايزة ايه ؟ !! ) . ودخل رئيس التليفزيون إلى الدور الخامس حيث تتواجد صفاء حتى الأن ولم تصعد لمكتبها الجديد بالدور الثامن , بينما عاد قابيل إلى مكتبه بالدور السابع .
وقبل أن نكشف تفاصيل هذا اللقاء المنفرد , نشير إلى أن قيام صفاء بطلب مجدى لمقابلتها كانت وراءه عدة أسباب من بينها – وكما توقعت فى مقالى المنشور يوم الاحد الماضى – تدخل عدد من الشخصيات ذات النفوذ بإحدى الجهات العليا – بناء على طلب مجدى - لتقريب وجهات النظر بينهما وتأجيل إقالته وفتح صفحة جديدة , علاوة على رغبة رئيسة الإتحاد الجديدة فى عدم تصعيد أو تسخين الاجواء ضدها على الاٌقل لفترة خاصة من جانب بعض أنصار لاشين والمحسوبين عليه . أما السبب الأهم لتأجيل صفاء الإنتقام من مجدى فهو أنه نما إلى علمها أن هناك اتجاهاً من جانب بعض الجهات والشخصيات رفيعة المستوى فى أن تتولى الإعلامية هالة أبوعلم رئاسة قطاع التليفزيون , ومن المعروف أن هناك خلافات شديدة جدا بين صفاء وهالة منذ سنوات وحتى الآن خاصة أن صفاء تعلم مدى قوة هالة وعلاقاتها المتشعبة وتعلم أن تصعيدها سيكون بمثابة تهديد لوجودها فى منصب رئيس الإتحاد طوال الوقت , كما أنها الوحيدة التى لم تستطع صفاء اتخاذ أى إجراء ضدها منذ توليها رئاسة قطاع الأخبار ولم تستطع الغاء الإدارة التى تتولاها داخل القطاع رغم محاولاتها المستميتة فى ذلك..ولهذا فقد رأت أن بقاء مجدى أهون بكثير بالنسبة لها من أن تتولى هالة رئاسة التليفزيون , رغم أنها قالت لبعض المقربين اليها أنه لم ولن تنس لمجدى أنه تحالف مع عصام الأمير رئيس الإتحاد السابق ضدها وكان أحد الموقعين على طلب الأمير من ابراهيم محلب رئيس الوزراء الاسبق ومستشار الرئيس الحالى للمشروعات القومية الكبرى للاطاحة بها من رئاسة القطاع وتحويلها لمستشار ( أ ) . كما أنها لم تنس له أنه من قام بتحريض الأمير على الغاء اذاعة برامج قطاع الأخبار على شاشة القناتين الأولى والثانية وهو الأمر المستمر حتى الآن .
نعود مرة آخرى لهذا الإجتماع ( الليلى ) والذى رحبت فيه صفاء بمجدى بعد قيامه بتهنئتها بمنصبها الجديد مع بعض الوعود للتعاون المثمر بينهما . وقدم مجدى لرئيسة الإتحاد خطة تطوير القطاع وكيفية النهوض بشاشة قنوات التليفزيون من ناحية الشكل والمضمون , وطالبته صفاء بأن يضع (عينه فى وسط راسه ) ويراقب جميع البرامج خاصة برامج الهواء حتى لا تحدث وقائع محرجة مع القيادة السياسية مثلما حدث فى القناة الثالثة من إساءات للرئيس عبدالفتاح السيسى . وتطرق الحوار بين صفاء ومجدى للحديث عن حفل ليالى التليفزيون والذى سيقام ليلة شم النسيم مساء الأحد القادم ويحييه المطرب اللبنانى عاصى الحلانى ومجموعة من المطربين والمطربات الشباب , وأبلغها رئيس التليفزيون أن هذا الحفل ستشارك فيه إحدى الشركات اللبنانية والتى قامت بالاتفاق مع الفنانين وتحمل تذاكر السفر، بينما يتكفل فندق كونكورد السلام شرم الشيخ بإقامة الفنانين والفنيين كاملة، فى حين يتحمل التليفزيون المصرى أجور الفرقة الموسيقية وتجهيزات المسرح من صوت وإضاءة وغيرها. كما سيشارك فى رعاية هذا الحفل بنك مصر وشركة فايف ستارز ترافيل . ( ملحوظة .. لم يبلغ لاشين صفاء أن مخرج الحفل هو صديقه الأنتيم خالد نور الدين !!! ) .
والسؤال الآن : هل تبدأ صفاء ومجدى صفحة جديدة انطلاقاً من مبدأ (المصالح بتتصالح ) ؟ أم سيقوم كل منهما بالتخطيط للإنتقام وتصفية الآخر بأى وسيلة ؟ هذا ما ستجيب عنه مجريات الأحداث خلال الأسابيع القليلة القادمة .
- الحمد لله .. نجحت حملتنا التى استمرت على مدار أربعة حلقات بعنوان " أسرار وحكايات ضرب نار من داخل قطاع وقناة الأخبار ) ضد تجاوزات ومخالفات محمد علوى مدير عام ادارة المراسلين بقناة النيل للأخبار والذى صدر قرار رسمى بإبعاده إلى وظيفة آخرى بعيدا عن القناة وهو الأمر الذى وجد صدى طيباً لدى الغالبية العظمى من العاملين بالقناة . مصادرنا المطلعة بالقناة أكدت أن علوى فوجىء عند دخوله لمكتب صفاء حجازى لتهنئتها بمنصبها الجديد بقولها له " اطلع بره يا علوى " ولم تفلح محاولاته فى الإعتذار لها عما بدر منه تجاهها طوال الفترة الماضية . بالمناسبة .. أطالب صفاء حجازى بالتحقيق فى الواقعة التى حدثت منذ أيام والخاصة بقيام علوى بمطالبة بعض المصورين الذى قاموا بتغطية المظاهرات فى الشارع يوم الجمعة الماضى بتصوير وجوه الأشخاص المشاركين فى المظاهرات مدعيا أن جهات امنية طلبت منه ذلك , وقد أثار طلب علوى استياء الكثير من المصورين والذين رفضوا هذه الإملاءات وهو ما أدى إلى قيام مدير قسم التصوير شخصيا بالخروج بنفسه لتغطية مظاهرات " جمعة الأرض " عند نقابة الصحفيين و هى المظاهرات التى لم تقم قناة الأخبار بإذاعة أية أجزاء منها , وهو ما جعل الكثيرون يتساءلون : أين ذهبت هذه الشرائط واللقطات التى تم تصويرها .. ولمصلحة من إهدار المال العام ؟!!! .