قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية, إن هناك أزمات جوهرية تشكل تهديدا لاستقرار النظام المصري, أبرزها تدهور الأوضاع الاقتصادية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها فير 25 إبريل, أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبذل جهودا كبيرة لإنعاش الاقتصاد, إلا أنها حذرت من أن صبر المصريين قصير, مما قد يتسبب في اندلاع ثورة جديدة, حسب تعبيرها. وتابعت " مصر شهدت في السنوات الأخيرة ثورتين, ولذا يأتي الوضع الاقتصادي على رأس أولويات النظام الحالي في مصر خشية اندلاع ثورة جديدة". واستطردت " السلطات المصرية تبذل أيضا جهودا كبيرة لمحاربة تنظيم الدولة والجماعات الجهادية في سيناء, إلا أنها لم تسفر سوى عن نجاحات جزئية", على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر وإسرائيل تواجهان حاليا ما سمتها تهديدات مشتركة تتمثل بتنظيم الدولة في سيناء وحركة حماس في قطاع غزة. وتابعت " هذه المصالح المشتركة بين القاهرة وتل أبيب من شأنها الحفاظ على استقرار المنطقة"، حسب تعبيرها. وكان الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي عومر دوستري, قال أيضا إن ما سماه التطور الإيجابي الحاصل في علاقات مصر تجاه إسرائيل, لا يأتي من فراغ. وأضاف دوستري في مقال نشرته له صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية, أن التقارب بين القاهرة وتل أبيب له أسباب مهمة, وسينعكس أيضا في تحسن علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية والإسلامية. وتابع " هناك جملة من المصالح المشتركة بين تل أبيب والقاهرة، سواء في المجال السياسي أو الأمني أو الاقتصادي". واستطرد "على صعيد المجال السياسي, تشعر مصر وإسرائيل بالقلق من تنامي الدور الإيراني في المنطقة, وليس من مصلحتيهما تحول إيران إلى دولة نووية". وتابع "هناك أيضا العداء الذي يكنه النظام الحاكم في مصر لجماعة الإخوان المسلمين, وعداء إسرائيل لحركة حماس,الابنة الشرعية للإخوان المسلمين". واستطرد "عداء النظام المصري للإخوان دفع به إلى أن يعلن الحرب بصورة غير رسمية على حماس، عبر إغلاق معبر رفح، وإغراق الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة", حسب تعبيره. وأضاف الباحث الإسرائيلي في مقاله في 19 إبريل "هناك مصلحة أمنية أخرى تسرع من التقارب بين مصر وإسرائيل، تتمثل في محاربة منظمات (الجهاد) العالمي, خاصة تنظيم الدولة, والفرع التابع له في سيناء الذي كان يسمى أنصار بيت المقدس". واستطرد " من الأسباب أيضا التي تدفع في اتجاه تقوية العلاقات بين تل أبيب والقاهرة، موضوع استيراد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل". وأشار إلى بدء مفاوضات تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر، قائلا :"قريبا سيتم تطبيق الاتفاق على الأرض، وهو ما من شأنه ضخ المزيد من الدفء في علاقات البلدين وإعطاء شرعية لأي تقارب بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية أخرى", حسب تعبيره. وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية, قالت أيضا إن قرار مصر نقل السيادة على جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية, يعتبر "صفقة جيدة" لإسرائيل, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن هذه الصفقة تتمثل في أنه سيترتب على الاتفاق المصري السعودي حول الجزيرتين, بعثرة أوراق منطقة الشرق الأوسط, بحيث يعاد تقسيم دولها من جديد لصالح إسرائيل بالأساس. وتابعت " بالنظر إلى أن اتفاق مصر والسعودية حول جزيرتي تيران وصنافير يعد سابقة إيجابية في مسألة تبادل الأراضي, فإنه يمكن لإسرائيل محاكاة هذا الاتفاق في المستقبل". واستطردت الصحيفة, قائلة في تقريرها في 14 إبريل :"إن نقل الجزيرتين من مصر إلى السعودية يفتح آفاقا مستقبلية إيجابية لإسرائيل، ما يتطلب منها الابتعاد عن التفكير في الماضي, حيث خاضت خمس حروب مع مصر". وكان موقع "والا" الإخباري العبري, قال أيضا إن عدم معارضة إسرائيل للاتفاق المصري السعودي حول جزيرتي " تيران وصنافير", يعود بالأساس لرغبتها بالحفاظ على علاقاتها مع مصر. وأضاف الموقع في تقرير له في 15 إبريل, أن تل أبيب حريصة على تعزيز علاقاتها مع القاهرة، خاصة مع دخول ما سماه المنظمات المعادية لإسرائيل إلى شبه جزيرة سيناء. وتابع " إسرائيل سبق أن سمحت لمصر بإدخال قوات عسكرية إضافية إلى سيناء, كجزء من الحرب ضد تنظيم الدولة ومكافحة تهريب السلاح لقطاع غزة، رغم أن اتفاق السلام الموقع بين الجانبين في كامب ديفيد عام 1979، ينص على أن تكون سيناء منطقة منزوعة السلاح". وشهدت مصر في 25 إبريل انتشارا أمنيا كثيفا تحسبا لمظاهرات جديدة دعت إليها قوى سياسية, احتجاجا على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية, فيما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من الشعب المصري الدفاع عن مؤسسات الدولة ضد من سماهم ب "قوى الشر". وحسب "رويترز", شنت السلطات على مدار اليومين الماضيين حملات اعتقال لعشرات النشطاء السياسيين، وأعلنت أجهزة الأمن حالة الاستعداد القصوى، وتوعدت بالتصدي بمنتهى الحزم لأي عمل يخل بالأمن العام. وتابعت " قوات من الصاعقة والمظلات وعناصر من قوات التدخل السريع والشرطة العسكرية تمركزت أيضا في الميادين الرئيسة والمنشآت الحيوية لتأمينها". وأطلق العشرات من الشخصيات السياسية المصرية -وغالبيتها تنتمي لأحزاب يسارية وليبرالية- حملة "مصر مش للبيع", التي تهدف بالأساس إلى جمع توقيعات لرفض ما تعتبره هذه الشخصيات "تنازلا" من السلطات عن أراض مصرية. ومن المشاركين في مظاهرات 25 إبريل الاشتراكيون الثوريون وحركة 6 إبريل وحزب الدستور. وكانت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، قالت أيضا إن رد الفعل الشعبي الغاضب إزاء نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية, كان بمثابة "مفاجأة" غير سارة للنظام الحالي في مصر, حسب تعبيرها. وأضافت المجلة في تقرير لها في 22 إبريل, أن ما سمته "القمع" في مصر أدى إلى تراجع شعبية النظام , إلا أن الغضب الشعبي وصل ذروته, إثر التخلي عن الجزيرتين. وتابعت "حجم الغضب الشعبي كان كبيرا الغاية, وهو ما وضع النظام المصري في مأزق". واستطردت " كثيرون في مصر اعتبروا التخلي عن الجزيرتين إهانة لكرامة بلادهم, رغم التأكيد الحكومي أنه تم إعادة الجزيرتين لمالكهما الحقيقي، لأن السعودية كانت حولت إدارتهما إلى مصر في عام 1950, لخوفها من سيطرة إسرائيل عليهما". وأشارت المجلة إلى أن ما زاد من مأزق النظام المصري, أن تظاهرات "جمعة الأرض" في 15 إبريل, كانت الأكبر من نوعها منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة قبل عامين تقريبا. وأضافت " هذه التظاهرات شهدت أيضا عودة شعار ثورة يناير (الشعب يريد إسقاط النظام)", وهو ما اعتبرته دليلا على تصاعد الغضب الشعبي في البلاد. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, وصفت أيضا المظاهرات التي خرجت في مصر في 15 إبريل, تحت مسمى " الأرض هي العرض", للاحتجاج على قرار نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية, بأنها "الأضخم" في البلاد منذ عامين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 16 إبريل " انتقادات بعض الموالين للنظام لقرار نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير, كان له تأثير إيجابي للغاية, حيث منح المتظاهرين جرأة وشجاعة". وتابعت " التطور الأبرز في هذه المظاهرات أنها شهدت عودة شعار ثورة يناير ( الشعب يريد إسقاط النظام)". وأشارت الصحيفة إلى "أن هذا التطور يشكل أكبر تحد للنظام الحالي في مصر, خاصة أن المظاهرات أظهرت تزايد الاستياء من مجمل الأوضاع في البلاد, وليس قضية الجزيرتين فقط". وكانت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية, قالت أيضا إن المظاهرات التي خرجت في مصر في 15 إبريل , أظهرت تصاعد الاستياء الشعبي في مصر إزاء الأوضاع الحالية في البلاد بصفة عامة, وما سمته تسليم الجزيرتين بصفة خاصة. وتابعت " المظاهرات أظهرت أيضا عودة شعار ثورة يناير (الشعب يريد إسقاط النظام)". وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 15 إبريل إلى أن المشاركين في المظاهرات أكدوا رفضهم ما سموه التنازل عن " تيران وصنافير", قائلين :" نحن أصحاب الأرض". وخلصت "الديلي ميل" إلى القول :" إن النظام المصري, الذي كان في السابق يتمتع بشعبية كبيرة, يواجه حاليا غضبا شعبيا متصاعدا, خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد".