في تعليقها على المظاهرات التي خرجت في مصر الجمعة, تحت مسمى " الأرض هي العرض", للاحتجاج على قرار نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" للسعودية, قالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية, إن هذه الاحتجاجات, تعتبر الأكبر من نوعها في البلاد في الفترة الأخيرة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن آلاف المحتجين عادوا إلى شوارع القاهرة، في تحد واضح للوجود الأمني الكثيف, حسب تعبيرها. وتابعت "الاحتجاجات تخللها هتاف (الشعب يريد إسقاط النظام)، تماما كما حدث في ثورة يناير 2011 , التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك". واستطردت الصحيفة في تقريرها في 16 إبريل "هذه الاحتجاجات, التي اتسمت بالجرأة, أظهرت تراجع شعبية النظام الحالي في البلاد, والذي بدأ يفقد أنصاره, بسبب ارتفاع الأسعار, وتدهور الاقتصاد", حسب تعبيرها. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, قالت أيضا في تقرير لها في 16 إبريل إن المظاهرات التي خرجت في مصر الجمعة, تحت مسمى " الأرض هي العرض", تعتبر الأضخم في البلاد منذ عامين . وتابعت " انتقادات بعض الموالين للنظام لقرار نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير, كان له تأثير إيجابي للغاية, حيث منح المتظاهرين جرأة وشجاعة". وتابعت " التطور الأبرز في هذه المظاهرات أنها شهدت عودة شعار ثورة يناير ( الشعب يريد إسقاط النظام)". وأشارت الصحيفة إلى "أن هذا التطور يشكل أكبر تحد للنظام الحالي في مصر, خاصة أن المظاهرات أظهرت تزايد الاستياء من مجمل الأوضاع في البلاد, وليس قضية الجزيرتين فقط". وكانت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية, قالت أيضا إن المظاهرات التي خرجت في مصر "الجمعة", أظهرت تصاعد الاستياء الشعبي في مصر إزاء الأوضاع الحالية في البلاد بصفة عامة, وما سمته تسليم الجزيرتين بصفة خاصة. وتابعت " المظاهرات أظهرت أيضا عودة شعار ثورة يناير (الشعب يريد إسقاط النظام)". وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 15 إبريل إلى أن المشاركين في المظاهرات أكدوا رفضهم ما سموه التنازل عن " تيران وصنافير", قائلين :" نحن أصحاب الأرض". واستطردت " قوات الأمن قامت بفض عدد من المظاهرات, خاصة في الجيزة", وخلصت "الديلي ميل" إلى القول :" إن النظام المصري, الذي كان في السابق يتمتع بشعبية كبيرة, يواجه حاليا غضبا شعبيا متصاعدا, خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد". وكانت وزارة الداخلية المصرية كثفت من تدابيرها الأمنية حول القاهرة, لمنع ما وصفته ب"اندساس الجماعة الإرهابية"- في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين, والتي تقول إنها من دعت إلى تظاهرات الجمعة 15 إبريل. وأصدرت الداخلية المصرية في 14 إبريل بيانا حثت فيه المصريين على " ألا ينساقوا وراء الدعوات المغرضة", محذرة في الوقت ذاته من مغبة أية محاولات للخروج على القانون. وأضاف البيان أن الوزارة ستتخذ " كافة الإجراءات القانونية الحاسمة" للمحافظة على الأمن العام. وذكرت صحيفة " ميدل إيست آي " البريطانية, أنه بالرغم من أن السلطات المصرية قد اتهمت جماعة الإخوان بتنظيم الاحتجاجات "المغرضة"- والتي من شأنها أن تمثل خرقا لقانون التظاهر- سارعت العديد من التيارات والقوى وشخصيات سياسية إلى الدعوة إلى التظاهر، من بينها حركة السادس من إبريل وأحزاب سياسية أخرى والمرشح الرئاسي السابق اليساري حمدين صباحي, حسب تعبيرها . كما نشرت حركة السادس من إبريل صورة يقولون إنها لمتظاهرين وهم يركضون من الغاز المسيل للدموع أثناء مسيرة انطلقت من حي المهندسين في القاهرة في أعقاب صلاة الجمعة، كانت في طريقها للانضمام إلى مسيرة أكبر بالقرب من ميدان التحرير, على حد قولها. وعلى موقع "فيسبوك", كتب الداعون إلى احتجاجات الجمعة "حقنا في هذه الأرض سنحصل عليه", مرفقين ذلك بصور لجنود مصريين في جزيرة " تيران" والتي يعود تاريخها إلى يونيو من العام 1967. كما كتب الداعون إلى الاحتجاجات " قدمنا أكثر من 100 ألف شهيد في حروبنا مع إسرائيل لاستعادة الأرض. تيران وصنافير حقنا. حق مصر، وحق أطفالنا وأجدادنا الذي قتلوا هناك.والحق يجب أن يعود، ولو على جثثنا", حسب تعبيرهم . يذكر أن جزيرة تيران -وهي الكبرى- تقع عند مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد ستة كيلومترات عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها ث مانين كيلومترا مربعا، أما جزيرة صنافير فتقع شرق جزيرة تيران، وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلومترا مربعا. وتكتسي الجزيرتان أهمية إستراتيجية لأنهما تتحكمان في حركة الملاحة بخليج العقبة، وهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وكانت جزيرتا تيران وصنافير خاضعتين للسيادة المصرية منذ عام 1950.