حرب شرسة تقودها عدة جهات إعلامية وسياسية لتحريض الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمواجهة التظاهرات المرتقبة في 25 أبريل المقبل والمعارضة لقرار الحكومة المصرية بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير الواقعة في خليج العقبة، للمملكة العربية السعودية. ودعت تلك الجهات الأجهزة الأمنية والنظام الحالي إلى تطبيق قانون التظاهر بصرامة على المشاركين في هذه التظاهرات، مشيرة إلى أن تظاهرات جمعة "الأرض هي العرض" الماضية أحرجت النظام وشوهت صورته. البداية كانت مع الكاتب الصحفي محمود الكردوسي، الذي دعا السيسي إلى التحرك لمواجهة التظاهرات المرتقبة في 25 أبريل المقبل قبل فوات الأوان، مشيرًا إلى أن مصر لن تتحمل «25 يناير» أخرى، وبشهادة المؤيد والمعارض: لا بديل ل«السيسى»، ولا أحد غير «السيسى» مُلزم بحل هذه المعضلة.. دبرنا يا سيادة الرئيس! اتصرف قبل فوات الأوان! وقال "الكردوسي"، في مقال له بصحيفة "الوطن": تعالوا نحسبها: اللى حصل.. حصل الإدارة السياسية قررت ووضعت الجميع، مؤيدين ومعارضين، فى مأزق حرج: الجزيرتان سعوديتان أم مصريتان؟ الإدارة أخطأت: ما فى ذلك شك، التوقيت خطأ، «الإخراج» خطأ، المصيبة أنه ليس أول الأخطاء، نحن ننام ونصحو على أخطاء تتراوح فداحتها بين كلمة شاردة فى خطاب للرئيس.. وقرار يتعلق بالسيادة على أرض. وتابع: المصيبة الأعظم ألا يكون توقيت وإدارة أزمة الجزيرتين آخر الأخطاء، ومع ذلك: التظاهر والتصعيد والدعوة إلى إسقاط النظام لن تحل مشكلة الجزيرتين ولا غيرها، إذا سقط النظام سقطت الدولة، ولن تقوم لها قائمة، الدولة مريضة بما فيه الكفاية. واتهم النائب البرلماني مصطفى بكري الحكومة بالتقصير في مواجهة تظاهرات الجمعة الماضية، قائلاً: إن "ما يحدث الآن في مصر، يتنافى تمامًا مع الدستور الذي نص على التعددية، والتداول السلمي للسلطة، مشيرًا إلى أن البعض يفتعل الأزمات، ويُحرض تحريضًا سافرًا على الدولة المصرية، من خلال مظاهرات غير مرخصة ولا بد من تطبيق القانون على هؤلاء". وهاجم بكري الحكومة قائلا إنها "تكيل بمكيالين، وذلك لأنها تطبق قانون التظاهر على فئة، وتترك فئة أخرى، تتظاهر دون ترخيص، وتشكك في رموز الدولة المصرية، قاصدًا تظاهرات “جمعة الأرض”، والتي خرجت اعتراضًا على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية". وأضاف النائب قائلاً: "هل وصل الأمر أن يخرج أحد المحرضين عبر الفيس بوك، ويتوعد النواب بأنهم حال أقروا اتفاقية ترسيم الحدود، فسيفضحهم”، وأكد أنه لا يجب السكوت على هؤلاء، ولابد من ضبط وسائل الإعلام في الفترة الحالية". الإعلامي أحمد موسى، عبر أيضًا عن انزعاجه الشديد إزاء اختيار تواريخ الأعياد القومية والوطنية للتظاهرات المغرضة، ل«التنكيد» على مصر والشعب، متسائلًا عن السر وراء ذلك؟، داعيًا إلى التصدي لمثل هذه التظاهرات. وتساءل خلال برنامج "على مسئوليتي" المذاع على فضائية «صدى البلد»، عن حقيقة مَن يقف وراء دعوات التظاهر في 25 أبريل المقبل، والذي يوافق عيد تحرير سيناء. من جهته، قال اللواء محمود قطري, الخبير الأمني، إن "قوات الأمن ستحاول جاهدة تقليل الأعداد المشاركة في دعوات 25 أبريل أو منعها, ولن تسمح بتكرار ما حدث الجمعة الماضية أن يتكرر مرة أخرى". وأضاف قطري في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الداخلية ستواجه تلك الدعوات بمزيد من المداهمات وحملات الاعتقال للشباب الثوري, مع إغلاق كل الميادين الحيوية، لمنع التظاهر فيها".