لقي 20 شخصا على الأقل مصرعهم في نزاع بين قبيلتي المعاليا والرزيقات العربيتين بإقليم دارفور المضطرب غربي السودان. وهذه أحدث اشتباكات في سلسلة من المعارك بين القبيلتين الرعويتين خلال الثلاث أعوام الماضية خلفت مئات الضحايا. وقال الشيخ مردس جمعة رئيس مجلس شورى قبلية المعاليا إن أفراد من قبيلته "كانوا يتتبعون ماشية سرقت منهم عندما هاجمهم مسلحون من قبيلة الرزيقات". ونفى مردس علمه بأسباب الهجوم على أفراد قبيلته لكنه رفض أيضا الربط بين قبيلة الرزيقات وهوية السارقين قائلا إنها "لم تتضح بعد". وأضاف مردس لمراسل الأناضول أن الاشتباكات وقعت في منطقة "خور طعان" بولاية جنوب دارفور وأن 10 من قبيلته لقوا مصرعهم. بدوره أكد موسى عليو رئيس مجلس شورى الرزيقات لمراسل الأناضول وقوع الحادث الذي وصفه ب"المؤسف". وأرجع عليو الأحداث إلى ما وصفها ب"مرارات الصراعات في الفترة الماضية والتي لم تنته لأن قبيلة المعاليا رفضت التوقيع على اتفاقية مروي للصلح(اتفاق عرضته الحكومة على الطرفين العام الماضي ووقعت عليه قبيلة الرزيقات فقط بينما وصفته قبيلة المعاليا بأنه "غير عادل"). وقال عليو إن عددا من الجرحى والقتلى وقعوا من جانبهم لكن "لم يعرف بعد عددهم بشكل دقيق"، حسب تعبيره، لكن مصدر آخر من قبيلة الرزيقات رفض ذكر اسمه قال إن عدد القتلى 10 على الأقل. ويشهد إقليم دارفور نزاعا مسلحا بين الجيش السوداني ومتمردين منذ العام 2003 خلف 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص وفقا لإحصائيات الأممالمتحدة. وأدى اضطراب الأوضاع الأمنية إلى انتشار السلاح وتفاقم النزاعات القبلية التي عادة ما تكون بسبب التنافس على الموارد الشحيحة من مراعي وغيرها. وفي الأعوام القليلة الماضية أفادت نشرات بعثة حفظ السلام الدولية في الإقليم (يوناميد) أن النزاع القبلي بات "مصدر العنف الأساسي". ومنذ العام 2013 لقي المئات مصرعهم في اشتباكات مسلحة بين الرزيقات والمعاليا لم تفلح عدة اتفاقيات صلح رعتها الحكومة في تهدئتها كان آخرها في فبراير/ شباط 2015. وفي مايو/ أيار من العام الماضي اشتدت المعارك بين الطرفين ما دعا الحكومة إلى نشر قوات من الجيش للفصل بين مناطق القبيلتين.