ألقى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته لأول مرة من مقر علاجه بمستشفى كليفلاند، فى ذكرى الثورة، بالمخالفة لتعليمات الأقباط الذين نصحوه بالراحة التامة حتى ينفى شائعات تدهور حالته الصحية. جاء ذلك فى الوقت الذى تم منع الزيارات للبابا بشكل نهائى، فى سابقة هى الأولى من نوعها، حيث يحتاج إلى عملية "قسطرة" للقلب لتشخيص حالته بشكل دقيق، لكن تقدمه فى السن وتجاوزه الثمانين عامًا يحول دون إتمامها، لأنه لن يتحمل حتى "مخدر موضعى"، وعليه فقد قرر الأطباء نقله إلى الرعاية المركزة وإعطاء أدوية لتوسيع الشرايين لزيادة الدورة الدموية، إضافة إلى القيام بغسيل كلوى، كما نصحوه بالراحة التامة والذهاب للدير لقضاء بقية عمره هناك. وحرص البابا على تهنئة الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب بمنصبه الجديد. وخلال العظة قال شنودة "أنا سعيد جدًا يا إخوتى وأخواتى أن أتحدث لكم فى هذا اليوم.. يوم 25 يناير، وهو يوم له أهميته فى مصر، وكل المصريين يحتفلون بمرور عام على هذا الحدث العظيم، أهنئكم وأهنئ شباب يناير وكل من اشتركوا فى هذا اليوم، وأهنئ الشهداء والمصابين، جعل الله هذا اليوم يوم بركة لمصر". وأحب أن أهنئ مجلس الشعب الجديد، الذى يعتبر أول مجلس يختاره الناس، وأهنئ الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس المجلس والوكيلين، وأرجو لهذا المجلس أن يعطيه الرب نعمة ليقوم بالأعمال الكبيرة الموكلة إليه.. فكل الناس لهم آمال فى هذا المجلس، ونرجو أن يعطيهم الرب نعمة ليحققوا هذه الآمال". وقال البابا إنه استقبل عشرات الأسئلة عبر البريد الإلكترونى والفاكس للمقر البابوى بسيدرجروف طمأنهم فيها على صحته وقال "أنا أمامكم أتحدث إليكم وأجيب عن أسئلتكم وألقى عظة". وخصص البابا موضوع عظته لطلبات الإنسان التى يرفعها إلى الله مؤكداً أن كل إنسان له طلباته واحتياجاته.. البعض يطلب الرزق.. والبعض يطلب البركة.. ولكن الإنسان يحتاج إلى مجهود متواصل وعمل وليس مجرد تواكل".