أطلق اسم الموسكى على هذا الحي العريق نسبة إلى الأمير عز الدين مؤسك قريب السلطان صلاح الدين الأيوبى، وهو الذي أنشأ القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكى ويوجد شارع باسم الأمير مؤسك متفرع من شارع عبد العزيز تخليدًا لمؤسس هذا الحي العريق. وعندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 قام جنود الحملة بهدم بيوت الأمراء والهاربين خارج القاهرة فهدموا منطقة قنطرة الموسكي وأنشأوا طريقاً من قنطرة الموسكي إلى ميدان جامع أزبك وهذا الطريق هو شارع الموسكي حالياً. ثم جاء محمد علي والذي أمر بتوسيع أزقة وشوارع منطقة الموسكي وتسوية وتمهيد هذه الطرقات والشوارع، ثم أمر بتسمية شوارع القاهرة وترقيمها، وأطلق اسم شارع الموسكي على الشارع المؤدي من زاوية الموسكي حتى الاستبالية الملكية بالأزبكية وهى مستشفى الأزبكية التي جددها محمد علي وجعلها ملحقة بمدرسة الطب والولادة بالقصر العيني.
وما بين محمد علي وإسماعيل وتحديدًا في عهد عباس حلمي حيث كان عهده بداية إنشاء المدارس الأجنبية في مصر، حيث أنشأ الأمريكيون مدرسة للبنين في الأزبكية عام 1854، وفكر الفرنسيون في إنشاء مدرستين للبنين أيضًا فوقع اختيارهم على حي الموسكي ليكون مكانا لهذين المدرستين.
وتأثرت مبانى حى الموسكى بالعمارة الأوروبية خاصة الفرنسية منها والتي كان الخديوي إسماعيل يعشقها ومن أمثلتها إدارة الدفاع المدني ولحريق (المطافئ سابقا). ومبنى هيئة البريد ومبنى قسم الشرطة وكذا مبنى مديرية الشئون الصحية لمحافظة القاهرة والذي كان مقرًا لصندوق الدين الذي فرضته أوروبا على الخديوي ليراقب الإنفاق المصري آنذاك وأيضًا تياترو الخديوي (المسرح القومي الآن)، كما كانت دار الأوبرا المصرية والتي احترقت عام 1968م ومقر المحكمة المختلطة خلف الأوبرا والتي أزيلت أيضًا عند إنشاء جراج الأوبرا. - وأيضًا مبنى لوكاندة البرلمان الذي تحول للأسف إلى مول تجارى وكذا العديد من العقارات ذات الطابع التاريخي والطراز المعماري الفرنسي بشارع القلعة وشارع عبد العزيز وغيرها. - الجدير بالذكر أن شارع الموسكي بقاهرة المعز كان قديما يباع ويشتري وترجع ملكية نصف الشارع إلى عائلة سلاطين التي توطنت بمصر وعاشت بها. ومن أهم المقاهي التي كانت موجودة بحي الموسكى مقهى ماتاتيا خلف دار الأوبرا القديم (جراج الأوبرا حاليا)، وتمت إزالتها عند إنشاء الجراج وأنشئت في موقعها (حديقة ماتاتيا الآن)، هذا المقهى كان ملتقى للثوار الذين مهدوا للثورة العرابية حيث كان يلتقي فيه صفوة شباب مصر حول الثائر جمال الدين الأفغاني - وأيضًا مقهى الندوة التجارية بشارع بور سعيد والذي يرتاده كبار التجار منذ مئات السنين. ومقهى الفنانين بشارع القلعة (محمد على سابقًا)، ومقهى التجاريين بشارع المرخم من ش القلعة ذات التاريخ العريق.
ومن أهم المحال به محل سمعان صيدناوى ومحل عمر أفندي والبيت المصري وداود وعدس. ومن أهم دور العبادة في حي الموسكى المساجد الأثرية ذات التاريخ العريق والكنائس والمعابد اليهودية ومن المساجد الأثرية نجد مسجد العزبانى ومسجد الرويعى والجامع الأحمر وجامع البكري.