قال الدكتور سعيد الحاج، الكاتب والباحث الفلسطيني، إن هناك ثمة أحداث تؤكد أن مصر تسير في طريقها للتصالح مع تركيا، مشيرًا أن النظام التركي مازال راغبًا في استمرار العلاقات الاقتصادية، كعادته في "فك الارتباط" بين السياسة والاقتصاد. وأوضح "الحاج"، في مقال نُشر له بعنوان "القمة الإسلامية والتقارب التركي المصري"، أن المصالحة ممكن أن تكون مجرد "تقريب" لوجهات النظر أكثر من "التقارب" بين البلدين، قد لا تكون علنية أو خطة واضحة المعالم. ولفت "الحاج"، في مقاله الذي نشره موقع "المعهد المصري للدراسات السياسية والاسترتيجية"، إلى أن هناك ثلاثة تطورات متزامنة قد يكون لها بعض التأثير على هذا الملف: أولاً، مؤتمر قمة منظمة التعاون الإسلامي، الذي سيجمع الطرفين بروتوكوليًا ورسميًا للمرة الأولى منذ الأزمة، وهذا قد يذيب بعضًا من الجليد وقد يفضي إلى لقاءات ثنائية - أو جماعية - مباشرة. بيد أنه لا ينبغي رفع سقف التوقعات كثيرًا من المؤتمر بالنظر إلى السياقات التي سبقته، أي توجيه تركيا الدعوة "لمصر" كدولة وليس لشخص السيسي كرئيس ومشاركة الأخيرة على مستوى وزارة الخارجية وليس الرئاسة أو رئاسة الوزراء. ثانياً، زيارة الملك سلمان لمصر ثم تركيا قبيل مؤتمر القمة قد تكون عاملًا مساعدًا للجهود التي تبذلها الرياض لتقريب وجهتي النظر التركية والمصرية. ثالثاً، الأنباء التي وردت عن تقدم كبير في المحادثات التركية - "الإسرائيلية" وقرب توقيع اتفاق تطبيع العلاقات قد تكون محفزاً على تقارب مشابه على الجبهة التركية - المصرية. وأضاف "الحاج": "من ناحية أخرى، فإن التقارب إن حدث لن يكون بالعودة إلى مستوى العلاقة ما قبل القطيعة، بل ربما تكون الصيغة أقرب إلى "السيناريو الإسرائيلي"، بمعنى عودة العلاقات الاقتصادية والتجارية بشكل جيد، وعودة العلاقات الدبلوماسية بمستوى ما، والتعامل بين البلدين وفق اعتبارات الأمر الواقع، لكن باستثناء رأس الهرم في طرفي المعادلة اردوغان والسيسي، بمعنى أنه سيكون تقارب الضرورة بالحد الأدنى وليس تقارب القناعة بإقبال تام".