قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الإسلام ضد فكرة صراع الحضارات لأنها تتعارض مع مشيئة الله تعالى. وأضاف خلال استقباله اليوم لوفد عسكري أمريكي يزور القاهرة حاليًا، أن ممارسات التنظيمات الإرهابية لا تمثل الإسلام لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح الطيب أن "علماء الأزهر لم يتوقفوا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عن إدانة جميع أعمال العنف والإرهاب حول العالم، لأن الإسلام ينهى عن قتل الأبرياء ولم يأمر بالقتال إلا في حالة رد العدوان". وأشار إلى أن "القرآن الكريم قرر أن العلاقة بين المسلم وغير المسلم هي علاقة سلام، وأن الله تعالى خلق الناس مختلفين، ولم يخلقهم على ملة أو مذهب واحد، وهذا الاختلاف مشيئة إلهية وسنة باقية في البشر إلى يوم الدين، كما قرر أنه لاإكراه في الدين، ودعا الناس إلى التعارف في إطار هذا الاختلاف والتنوع". وشدد الطيب على أن "الرسول – صلى الله عليه وسلم – وضع ضوابط أخلاقية للحروب، حيث كان يأمر أصحابه ألا يقتلوا امرأةً ولا صبيا، ولا شيخًا ولا راهبًا، وألا يهدموا بيتًا وألا يقتلوا حيوانًا، وألا يقطعوا شجرًا، وألا يحرقوا نحلًا، وذلك بخلاف ما تجره الحروب الحديثة، من دمار وقتل وتشريد للأبرياء". وقال إنه "كان من الواجب أن تنفق الأموال التي أهدرت في هذه الحروب على الفقراء والتعليم والصحة للنهوض بشعوب البلدان التي دمرت بسببها". من جانبهم، أكد أعضاء الوفد العسكري الأمريكي، أن "زيارتهم للأزهر تأتي في إطار حرصهم على التعرف على رؤية الأزهر الشريف إزاء الأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية". وأشادوا بجهود الأزهر في مواجهته الفكرية لهذه التنظيمات، وبجولات شيخ الأزهر حول العالم، وخاصة زيارته الأخيرة إلى ألمانيا التي نالت اهتمامًا دوليًا واسعًا، لافتين إلى إن صوته هو أكبر الأصوات في الشرق الأوسط. شاهد الصور..