قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية, إن النائب المصري سيد فراج، تراجع عن دعوته لزيارة الكنيست الإسرائيلي, على إثر الاستياء الشعبي ضده, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 مارس, إن فراج, وهو عضو مجلس النواب المصري عن دائرة حدائق القبة, أثار غضب المصريين, خاصة أهالي دائرته الانتخابية, بعد دعوته في وقت سابق لتشكيل وفد برلماني مكون من 10 نواب، لزيارة الكنسيت الإسرائيلي. وتابعت أن فراج حاول سريعا احتواء الغضب الشعبي ضده, قائلا :" إن دعوته تم تفسيرها بشكل خاطيء". واستطردت الصحيفة " فراج, الذي أطلق عليه البعض نائب التطبيع الجديد, بعد توفيق عكاشة, شدد على أنه يدعم الشعب الفلسطيني". كما أكد فراج أنه ضد التطبيع مع إسرائيل, وأضاف أن تصريحاته, التي فهمت بشكل خاطيء, جاء فيها :" إذا كانت لدي القدرة على تشكيل وفد برلماني من 10 أعضاء, وأذهب إلى الكنيست, كي أكشف للعالم أن الإسرائيليين مسئولون عن الإرهاب في العالم العربي، سوف أفعل ذلك". وأشارت "يديعوت أحرونوت", إلى أن فراج كان مهددا بمصير مماثل للنائب المصري السابق توفيق عكاشة، الذي تم إسقاط عضويته, وتم أيضا ضربه بالحذاء, بعدما التقى السفير الإٍسرائيلي لدى مصر. وكانت صحيفة "جيرواليزم بوست" العبرية، قالت في تقرير لها في 23 مارس إن النائب المصري سيد فراج، أثار ضجة واسعة بعدما طالب بتشكيل وفد برلماني مكون من 10 نواب، لزيارة الكنسيت الإسرائيلي، من أجل بحث القضايا المتعلقة بين مصر وإسرائيل، على أن تكون هذه الزيارة في إطار الاستفادة الشاملة من التطور الاقتصادي والتنموي في التجربة الإسرائيلية. وأشارت الصحيفة إلى أن دائرة حدائق القبة شهدت غضبا عارما، ضد سيد فراج, الذي يمثلها في مجلس النواب المصري، كما أشار بعض المصريين إلى أنه يسير على خطى توفيق عكاشة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل. وكان موقع "والا" الإخباري العبري قال في في 26 مارس إن التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر وصل مستويات غير مسبوقة, إلى الحد الذي وصف فيه هذا التنسيق بشهر العسل في القنوات الأمنية بين القاهرة وتل أبيب، من دون أن يؤثر ذلك على عداء الشعب المصري تجاه إسرائيل. وتساءل الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية نير ياهاف في مقال تحليلي له بموقع "والا", نشرته "الجزيرة" أيضا, عن السبب في استمرار كراهية المصريين لإسرائيل، والذي تجلى بصورة واضحة في إقصاء عضو البرلمان المصري توفيق عكاشة قبل أسابيع بسبب لقائه مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورين، مما جعله يدفع ثمنا باهظا تمثل بإغلاق قناته التليفزيونية وإبعاده عن البرلمان. ونقل الكاتب الإسرائيلي -الذي زار مصر- عن بعض المصريين الذين التقاهم توجيههم انتقادات حادة لإسرائيل لأنها تشن كل ثلاثة أعوام حربا على الفلسطينيين وتقتلهم من دون أن تعطي فرصة لهم كي ينسوا ما قامت به في حقهم. وقال :"شكلت حادثة عكاشة فرصة لأن يطرح الإسرائيليون على أنفسهم هذا السؤال: لماذا بعد مرور 37 عاما من توقيع اتفاق السلام مع مصر لم ينجحوا بعد في تحسين صورتهم وعلاقتهم مع المصريين؟". وأضاف "يمكن طرح السؤال بصورة أكثر قسوة: لماذا ما زال المصريون يكرهون الإسرائيليين؟"، داعيا الإسرائيليين للبحث عما وصفها ب"جذور الكراهية التاريخية" بين الجانبين. وأوضح أنه حين زار الأديب المصري الراحل علي سالم إسرائيل بناء على دعوة من اتحاد الكتاب الإسرائيليين طرد من الاتحاد المصري، وهو ما شكل رادعا لباقي المصريين في جميع المجالات ذات الاختصاص من مغبة الاقتراب من الإسرائيليين لأنهم سيلاقون المصير ذاته. ونقل ياهاف عن رئيس مركز هرتسوغ لأبحاث الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون البروفيسور يورام ميتال قوله :"إن الشعب المصري يؤيد اتفاق السلام مع إسرائيل، كما يؤيد إقامة السفارات الثنائية واستمرار العلاقات السياسية، لكنه يعارض بشدة التعاون الثنائي بين القاهرة وتل أبيب في المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية والأكاديمية والفنية لأنه يجب ترك كل هذا التطبيع في العلاقات لمرحلة ما بعد الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين". وبين ميتال أن عدم تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية في باقي المجالات لا يلغي الواقع القائل إن حجم التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري الوثيق بين إسرائيل والنظام الحالي في مصر أسفر عن نتائج هائلة، حسب زعمه. وأشار إلى أنه رغم وصول التنسيق المصري الإسرائيلي في القنوات الأمنية إلى مستويات غير مسبوقة, لم يشهدها الجانبان منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد, فإن ذلك لم يلق بظلاله على مواقف الاتحادات المهنية تجاه استمرار رفضها التطبيع مع إسرائيل. ونقل ياهاف عن السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر يتسحاق ليفانون أنه لم ينجح في إقامة أي علاقات مع الاتحادات المهنية في مصر، مشيرا إلى أن ذلك شكل ساحة كان من غير الممكن له أن يدخلها إطلاقا لأنها مهمة أشبه ما تكون باختراق جدار حديدي. ووفق ياهاف، فإنه كان من الواضح أن أمام السفير الإسرائيلي في القاهرة صعوبات جمة إذا أراد الالتقاء بأي طرف مصري إلا بالتنسيق مع دائرة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية، مشيرا إلى أنه لم تتم الموافقة على أي طلب من طرف السفير الإسرائيلي خلال حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك. وبالمقابل، قال ياهاف إن السفير المصري في إسرائيل لديه كافة الحرية للقاء من يريد من الإسرائيليين. وتابع " يبدو صعبا على المصريين الذهاب إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل طالما أن الصراع مع الفلسطينيين لم يجد طريقه إلى الحل بعد، مما يعني أن تبقى العلاقات المصرية الفلسطينية الإسرائيلية على هيئة أضلاع المثلث مرتبطة ببعضها البعض".