وجه اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، بالبدء الفورى فى ترميم مبنى ومتجر "سيمون آرزت" الأثرى والذى كان يمتلكه تاجر يهودى ويحمل نفس الاسم منذ عام 1923 من أجل إعادة توظيفه وتشغيله كنموذج عملى للحفاظ على التراث المعمارى كونه مصدر جذب للسياحة داخل بورسعيد. وأعلن جهاز التنسيق الحضارى على تقديم الدعم الفنى الكامل للمبنى بعد رؤيته على أرض الواقع، حتى لا يقتصر دور الدولة على تسجيل التراث وحفظه فقط. "سيمون آرزت" من أشهر مصنعى السجائر وتجارتها فى بورسعيد ومصر عمومًا، وكان من المستفيدين بشدة من الضرائب والجمارك وأحكام زراعة التبغ فى مصر لتصنيع السجائر الخاصة ذات العلامات التجارية الناجحة للسجائر وأشهرها "سيمون آرزت- سيمون فلتر". ظهر سيمون آرزت "ذلك الرجل اليهودى فى العام الذى افتتحت فيه قناة السويس عام1869 جاء بالتبغ التركى من مزارعه لبورسعيد وشيد مصنع بالقاهرة عام1907 وأخر الإسكندرية عام 1913 م. وكانت بداية "سيمون آرزت" بمحل افتتحه كى يبيع فيه التبغ بشارع "التجارة سابقا وسمى الآن بالنهضة والجيش ببورسعيد"، وكان يستورد بضائع مختلفة من مالطا والصين والفضة من مدينة دمشق بجانب المطرزات والملابس المصرية والهندية. ومع انتعاش تجارة ذلك الرجل اليهودى قام فى عام 1923 م بافتتاح فرع جديد مواجه لميناء بورسعيد بجوار فرع توماس كوك لحجوزات الطيران بالشارع المعروف حاليا بالممشى السياحى أو ديليسبس وظل "مبنى سمون آرزت التجارى أحد أشهر المتاجر على مستوى العالم". ويتكون الفرع من قاعة مستطيلة وصالة عرض كبيرى على طابقين وأسقف المتجر مغطاة بزجاج ملون يعطى إضاءة عن طريق الضوء الطبيعى كان المبنى على الكراز الأوروبى الحديث وهى مضاهية لمتاجر "جاليريا فيتوريو إيمانويل الثانى" بمدينتى ميلانو ونابولى بإيطاليا. وكان يباع داخل المتجر أشهر الماركات العالمية من مستحضرات التجميل والملابس وبه صالونات لتصفيف الشعر واستوديو تصوير وصيدلية ومحل لبيع الزهور المستوردة ومكتب للبريد، حيث بنى لمتجر سيمون آرزت فروع أخرى بنيو دلهى وباريس. ويظل مبنى متجر "سيمون آرزت" بمدينة بورسعيد شامخا كما هو محتفظ بلافتة التى تحمل اسم صاحب المتجر لكنه أهمل من الداخل عندما تحولت ملكيته إلى إحدى الشركات القابضة حاليا فى شركة بيوت الأزياء الراقية التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما إحدى شركات وزارة الاستثمار المصرية. شاهد الصور: