"قائمة الموتى" تلاحق قيادات إخوانية بارزة.. الإضراب يمتد للصفين الثاني والثالث.. وتجريم الساعات يدخل عامه الأول بالتزامن مع خوض العشرات بسجن العقرب من القيادات البارزة والصفين الأول والثاني بجماعة الإخوان المسلمين، معركة الأمعاء الخاوية للأسبوع الثالث على التوالي، يتم المعتقلون في 16 مارس الجاري، عامًل كاملاً على تجريم إدارة السجن لاستعمال ساعات اليد. وكانت قد صادرت إدارة سجن العقرب في 16 مارس 2015 جميع ساعات العيد من المعتقلين، ولم تسمح لهم منذ ذلك الوقت بأي وسيلة يستطيعون بها التعرف على الوقت، لأداء الصلاة. وفي ظل غلق النافذة الصغيرة أعلى الزنزانة بعدة طبقات من الأسلاك والمفترض أنها المصدر الوحيد للضوء الطبيعي، فضلاً عن غلق الفتحة الموجودة على أبواب الزنازين (تسمى النظارة وتكون بمساحة 8 سم في 40 سم) وهو ما يعنى عدم دخول الضوء طوال اليوم، يفقد المعتقلون الشعور بالزمن والأيام وهو ما يسبب شكلاً كبيرًا من الاضطراب العصبي لهم، بحسب رابطة أسر المعتقلين. "في غاية الخطورة"، هكذا وصف الناشط الحقوقي عزت غنيم، مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، منع معتقلي العقرب من معرفة الوقت". غنيم، أكد ل"المصريون" أن "الانتهاكات التي تطال المعتقلين في سجن العقرب تنوعت وتدرجت بشكل غريب، فمن منع الطعام والشراب إلى منع الزيارات، ومعرفة التوقيت". وأضاف غنيم، أن "الانتهاكات بسجن العقرب وصلت لما هو أغرب وهو من معرفة الوقت"، موضحًا: "قد يرى البعض ذلك ترفًا، وآخرون يعتبرون وجود الساعات مع المسجون لم ينص عليه لا في قانون تنظيم السجون ولائحته ولا في المعاهدات الدولية، ولكنه عمليًا أمر في غاية الخطورة". وأشار إلى أنه "في زنزانة لا يصل إليها الضوء نهائيًا ولا تعرف أشعة الشمس ولا يمكنك أن تعرف التوقيتات هو انتهاك لعدة حقوق متوالية فحق الشخص في التعبد والصلاة يتم انتهاكه بعدم معرفة مواعيد الصلاة". وتابع: "المسجون لا يستطيع أن يعرف الليل من النهار لاستحالة ذلك عملاً وما يترتب على هذا من خلل في وظائف الجسم". من جانبها، أكدت الحقوقية سلمى أشرف، مسئولة الملف المصرية بمنظمة "هيومن رايتس مونيتور"، أنه "لا يوجد في أي قانون دولي أو محلي ما ينص على قانونية عقاب المساجين بالحرمان من معرفة الزمان والوقت الذي يعيشون به". وقالت "أشرف" في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إن "التضييق على المعتقلين في معرفة الوقت، يعتبر مخالفة للنصوص التي تلزم إدارة السجن بالحفاظ على الصحة النفسية والبدنية لدى السجين". واعتبرت الناشطة الحقوقية ما يحدث بسجن العقرب "محاولات مريضة تتفنن في طرق القتل البطيء وتعذيب المساجين واقتيادهم للجنون"، مضيفة: "فلا يكفي أن تقوم إدارة سجن العقرب بسجن المعتقلين- (تعسفيًا) كما أصنفهم ويصنفهم القانون الدولي - في الزنازين الانفرادية ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي أو معرفة ما يدور بالخارج". وتابعت: "منع معرفة الوقت عن السجين يسبب له اضطرابًا عقليًا واكتئابًا حادًا، وتبقى مسؤولية حياة المعتقلين وسلامتهم مسئولية الدولة التي تحاسب عليها عاجلاً أو آجلاً وسواء اعترفت بتلك القوانين أم لم تعترف بها فهي قوانين طبيعية". وفي وقت سابق، قالت رابطة أسر معتقلي العقرب إن عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أصيب بالالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي) في محبسه بسجن العقرب". ويشارك عصام العريان في إضراب عن الطعام بسجن العقرب، يقوده قياديون بارزون في الجماعة منذ أيام، وفق تصريحات وبيانات أهلية سابقة. وذكرت الرابطة أن "إصابة العريان بفيروس سي، يرجح أن يكون سببه الأدوات المستخدمة في عيادة سجن العقرب، التي تفتقر إلى أبسط قواعد السلامة العامة والتعقيم. وفي السياق، يواجه عيد دحروج، أمين حزب الحرية والعدالة، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، الموت بسجن العقرب، وفق ابنته "فاطمة الزهراء". وقالت فاطمة الزهراء عيد دحروج على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، إن "والدها أصيب بفشل كلوي، وآخر تقرير طبي له صادر في شهر فبراير 2015، كشف عن أن كفاءة عمل الكلية 8%، ولابد من استئصال، وجرى تحديد عملية جراحية له في 18 مارس 2015، إلا أن إدارة السجن تتعنت ولم تعطِه فرصة العلاج حتى اليوم". وأضافت كريمة "دحروج": "الكُلى أثرت على البروستاتا، وتسببت في تضخم، بجانب إصابته بالبواسير والسكر والضغط، وذبابة العين ما أثر على رؤيته". وأشارت إلى أنه "خلال آخر زيارة منذ يومين قال والدها "بموت من الوجع" مع رفض دخول أدويته أو حتى مسكنات أو العرض على طبيب"، موضحة أن "والدها محبوس انفراديًا وإدارة السجن تمنع عنه التهوية، ومحبوس في مكان لا يصلح لإنسان أن يعيش فيه". وحملت أسرة عيد دحروج، إدارة السجن، المسئولية عن سلامته وصحته، فيما دشنت رابطة أسر معتقلي العقرب حملة لإنقاذه من الموت. ونقلت "رابطة أسرة معتقلي العقرب" على لسان عدد من قيادات الجماعة المعتقلين في السجن ذاته، قولهم إن "إدارة سجن العقرب تمنع أدوات النظافة الشخصية عنهم، وتجبرهم على استخدام أداة حلاقة واحدة، والمشاركة في استخدام قصافة أظافر واحدة". وحذرت الرابطة من خطورة الوضع الصحي الحالي للمحتجزين في العقرب، مشيرة إلى أنهم باتوا عرضة للإصابة بأمراض فيروسية قاتلة، تتفاقم مع ضعف المناعة الذي يعانون منه نتيجة لسوء التغذية وقلة الحركة وعدم التعرض للشمس. واتهمت إدارةَ السجن بمنع إدخال أي أدوية للمعتقلين على هيئة مراهم أو قطرات، كما منعت المسكنات وأي مكملات غذائية ضرورية كأقراص الحديد، التي أدى منعها إلى إصابة جهاد الحداد - وهو متحدث سابق باسم الإخوان - بأنيميا حادة (فقر دم) وإغماءات متكررة. وأشارت الرابطة إلى أن إدارة السجن تتعمد منع المسكنات عن القيادي الإخواني عيد دحروج رغم معاناته من فشل كلوي أصيب به في السجن. وتحت شعار "لا يخوض معتقلو العقرب الإضراب عن الطعام سعيًا للموت.. بل طلبًا للحياة"، يواصل عشرات المحتجزين بسجن العقرب، من بينهم معارضون بارزون، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، تنديدًا ب"أوضاعهم السيئة، والتضييق على ذويهم أثناء الزيارات". ويشارك 14 معارضًا بارزًا من سجناء "العقرب" في الإضراب من بينهم قيادات عليا بجماعة الإخوان المسلمين. ومن أبرز المشاركين في الإضراب: "خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، وعصام العريان، وعصام سلطان، ومحمد وهدان، ومحمد علي بشر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، وعصام الحداد، وجهاد الحداد، وأحمد عارف، وعبدالرحمن البر، وأحمد عبدالعاطي". وتزايدت حالات الموت داخل سجن العقرب بشكل كبير، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، جراء ما يقوله حقوقيون وذوو المحتجزين "الإهمال الطبي وسوء المعاملة"، في وقت تصاعدت فيه وتيرة "الانتهاكات"، داخل السجن منذ تولي وزير الداخلية الحالي مجدي عبدالغفار، وتصعيد حسن السوهاجي مديرًا لمصلحة السجون. وتتمثل مطالب سجناء العقرب في: "إدخال الأطعمة والأدوية، ومستلزمات المعتقلين الشخصية، والتريض يوميًا لمدة أكثر من ساعة، والسماح بدخول الملابس والمنظفات، وإزالة الحائل أثناء الزيارة ومدها إلى ساعة، وعدم التنصت على حديث الأهالي في الزيارة، ونقل المرضى إلى مستشفى سجن طره لتلقيهم العلاج اللازم، ومعاقبة المسئولين عن وفاة ستة من سجن العقرب".