السفير الإسرائيلي يعتذر لعكاشة ويعده بالرد خبير: تل أبيب ستستدعى سفير مصر سيف الدولة:لا يمكن لبهلوان أن يعكر صفو العلاقات بين النظام وإسرائيل
سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على الهجوم الذي تعرض له توفيق عكاشة إثر استضافته السفير الإسرائيلي حاييم كورن فى بيته، لاسيما بعد واقعة ضربه بالحذاء تحت قبة البرلمان، وما لاحقه من قرار البرلمان بإسقاط عضويته، حيث لاقى الهجوم على عكاشة انتقادات واسعة بين الأوساط الإسرائيلية التي وجهت انتقادات لاذعة لمصر. وكان مجلس النواب، وافق برئاسة الدكتور على عبد العال على إسقاط العضوية عن النائب توفيق عكاشة بعد أن رفض النواب توصية اللجنة الخاصة بحرمانه من حضور جلسات دور الانعقاد الحالي. ووصل عدد الموافقين على إسقاط العضوية إلى 467 نائبًا من إجمالي 595 بينما بلغ عدد الرافضين 17 عضوًا وتغيب عن التصويت 70 نائبًا تم النداء عليهم بالاسم، وبذلك اكتمل نصاب إسقاط العضوية التي تتطلب موافقة 399 نائبًا. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه على الرغم من توقيع كل من مصر وإسرائيل اتفاقية السلام، لكن من يقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل فإنه سيكون محلاً لتلقى سهام النقد، ومنها الضرب بالحذاء. ودافعت الصحيفة عن توفيق عكاشة بالقول إن عكاشة تلقى انتقادات لاذعة خلال الأيام الماضية بعد لقائه السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورن، إلى أن وصل الأمر إلى الضرب بالحذاء تحت قبة البرلمان. وقال الموقع الإلكتروني الرسمي لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن النائب توفيق عكاشة رشق بالحذاء، لسبب واحد هو التطبيع مع إسرائيل، زاعمة أن "عكاشة" لم يرتكب جرمًا سوى أنه التقى السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورن. وكان النائب كمال أحمد، فاجأ توفيق عكاشة أثناء حديثه مع أحد النواب تحت قبة البرلمان، بضربة ب"الجزمة" اعتراضًا منه على استضافة عكاشة للسفير الإسرائيلي فى بيته. وعقب واقعة الحذاء، روى عكاشة، عضو مجلس النواب المقال، تفاصيل مكالمة هاتفية تلقاها من السفير الإسرائيلي، اعتذر له خلالها عما يوجه له من هجوم واتهامات. وأضاف "عكاشة"، عبر فضائية "الفراعين"، أن السفير الإسرائيلي أبلغه أنه رفع مذكرة إلى الحكومة الإسرائيلية، وفور وصول الرد سيبلغه به، مشيرًا إلى أنه وافق على مقترح السفير الإسرائيلي بعقد مؤتمر صحفي مع عدد من الصحفيين الإسرائيليين، حتى لا تغيب القضية. ولفت عكاشة إلى أنه أبلغ السفير الإسرائيلي أنه صلب، ويتحمل أضعاف ما يحدث، لافتًا إلى أنه طالبه بسرعة الرد على طلباته حول سد النهضة، وإسقاط الديون، وبناء 10 مدارس، لأن الشعب المصري مترقب أن يعرف رد إسرائيل. واعتبر منير محمود المتخصص فى الشئون الإسرائيلية ورئيس تحرير موقع الإنترنت باللغة العبرية بقناة النيل الدولية، أن تصرف توفيق عكاشة استعراضي بحت لجذب الأضواء حوله. وأكد محمود ل"المصريون" أن توفيق عكاشة لا يمثل الحكومة ولا يمثل البرلمان ولذلك فإن استقباله السفير جاء بصفة غير رسمية هو تصرف شخصي يمثله فقط، واصفًا عكاشة أنه "مجنون شهرة" ويدفع ثمن ما فعله. ورأى المتخصص فى الشئون الإسرائيلية، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل لن تتأثر بما حدث، لافتًا إلى أن أقصى ما تستطيع إسرائيل فعله هو أن تستدعى السفير المصري فى تل أبيب لتسأله عن حقيقة ما حدث بالرغم من علمها بمجريات الأحداث، وذلك للمحافظة على شكلها العام. وأشار المتخصص فى الشئون الإسرائيلية إلى أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تتمثل فى مجالات محدودة ومنها "الزراعة والمركز الأكاديمي الإسرائيلي والكويز والسياحة وصفقات لبعض رجال الأعمال". وقال محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص فى الشأن القومي العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، إن العلاقات المصرية الإسرائيلية لن تتأثر بالطبع فنحن نعيش العصر الذهبي فى العلاقات بين النظام المصري وبين إسرائيل، وفق تعبيره. واستبعد سيف الدولة تأثر العلاقات المصرية الإسرائيلية إثر الهجوم على عكاشة وما ترتب عليه إسقاط عضويته من البرلمان، قائلاً: "تم إغلاق ملف بهلوان النظام توفيق عكاشة، وبقى التنسيق والتحالف الأمني الإستراتيجي بين مصر وإسرائيل"، موضحًا أن عكاشة تم تسليم أوراقه للمفتى برلمانيًا وإعلاميًا لسبب معلن هو استقباله لسفير إسرائيل، وسبب غير معلن هو تطاوله على السعودية، بالإضافة إلى خروجه عن النص بحديثه عن علاقات السيسي الوطيدة بإسرائيل ودورها فى تجسيد وتطبيع علاقته بالأمريكان، ورعاية شركة لازارد لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. نوه رئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، بأن رأيه فى إسقاط العضوية عن توفيق عكاشة، ينقسم إلى إجابتين ما بين التأييد والدعوة، موضحًا أما التأييد فهو لقرار البرلمان بغالبية نوابه بإسقاط العضوية، فى مواجهة أسوأ جريمة وطنية وسياسية يمكن أن يرتكبها أي مصري، وهى التواصل والتطبيع مع العدو الصهيوني وسفرائه الذي لم يعترف الشعب المصري أبدا بمشروعية كيانهم الصهيوني الباطل المسمى بإسرائيل، ولم يصدقوا أبدًا أنه لم يعد عدوًا، ولم يقبلوا اتفاقيات كامب ديفيد رغم تزوير الاستفتاء عليها عام 1979. ودعا سيف الدولة، كل الوطنيين داخل البرلمان، والقوى الوطنية خارج البرلمان والمصريين، ألا يكتفوا بذلك، بل يمدوا غضبهم إلى أصل البلاء، إلى كامب ديفيد التى جردتنا من السيادة فى سيناء، وجعلتنا نستأذن إسرائيل كلما أردنا أن ندخل مزيدًا من القوات إلى سيناء، وأتت بقوات أجنبية إلى سيناء، قوات من أمريكا ومن دول حلف الناتو، وكلها تحت القيادة الأمريكية، لتراقبنا فى سيناء، قوات مديرها سفير فى الخارجية الأمريكية. وأكد أن تلك الاتفاقيات جعلتنا نبيع فلسطين للصهاينة اليهود، لنعترف بحقهم فى أرض فلسطين التاريخية، فلسطين 1948، مقابل أن نسترد سيناء منزوعة السيادة، اتفاقية اشترطت أن يكون لها الأولوية على اتفاقيات الدفاع العربي المشترك، اتفاقية ورطتنا فى أن نقف كتفًا إلى كتف مع إسرائيل لحصار غزة، ومطاردة المقاومة الفلسطينية وتصنيفها بالإرهاب، مضيفًا: "لو كنّا صادقين فى كراهيتنا للعدو الصهيوني، فسنستمر فى الحركة وتمتد برفضنا إلى العلاقات والسياسات المصرية الحالية مع إسرائيل".