قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن "قمة دول منظمة التعاون الإسلامي المقبلة في إسطنبول، ستكون فرصة جيدة لتطبيع العلاقات المصرية التركية، وربما إجراء لقاءات غير معلنة بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والمسئولين السياسيين المصريين الذين سيمثلون بلادهم في القمة". وأعرب إبراهيم الذي يتواجد في مدينة إسطنبول التركية، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، عن أمله أن تكون القمة الإسلامية فرصة "لتخفيف حدة الخلاف والتوتر بين القيادة التركية والمصرية". وأضاف : "لا بد من تخفيف حدة الخلاف، وهذه مناسبة جيدة لإعادة العلاقة تدريجياً، ولا يعقل أن تطبِّع مصر علاقتها مع إسرائيل، وتبقى علاقتها متوترة مع دولة إسلامية محورية مثل تركيا، والمطلوب هو المصالحة على جميع المستويات". ومن المقرر أن تترأس تركيا، قمة دول منظمة التعاون الإسلامي، التي ستعقد في مدينة إسطنبول، خلال الفترة من 10إلى 15أبريل المقبل. وكان وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، قال في تصريحات صحفية، الشهر الماضي، إن "حضور مصر اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يجب فهمه على أنه مشاركة في اجتماع دولي، وليس مباحثات ثنائية، لكن لا مانع لدينا من إجراء مثل هذه المباحثات، ونلتقي مع مسؤولين مصريين في الكثير من المنتديات الدولية". في ذات السياق، قال سعد الدين إبراهيم، إن "مصر والسعودية تتفقان على محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، وإذا كانت تركيا ستساهم في ذلك فهذا يعتبر مصالحة (مع مصر) نحو خصم مشترك، لأن (داعش) يريد هدم كيانات الدول القائمة، ويجب على كل دول المنطقة التخلص منه". وأضاف أنه طرح في وقت سابق مبادرة للتصالح بين النظام المصري، وجماعة الإخوان المسلمين، في محاولة لتحقيق السلم الاجتماعي، في مصر. وأشار، إلى أن أهم النقاط التي ترتكز عليها المبادرة، تتمثل في "أن يصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عفواً عاماً، على كل من صدر عليهم أحكاماً في الآونة الأخيرة، بسبب انتماءاتهم السياسية". وحول الاستجابة للمبادرة قال إبراهيم "لم يبد أحد الطرفين (النظام والإخوان) أي استعداد لها، فالنظام قال بأن كل من تلوثت أيديهم بالدماء لا يمكن العفو عنهم، بينما طالب الإخوان بإعادة الرئيس السابق محمد مرسي، ومعاقبة من تسببوا بإزاحته بطريقة غير شرعية". وتابع: "الطرفان يتمسكان بالسقف الأعلى لمطالبهما، وهذا ليس غريبًا حينما تكون هنالك مفاوضات بين الأطراف المتنازعة، ولكن لحسن الحظ فإن هناك شريحة من الجانبين، تحثُّ على مثل هذه المصالحة".